قد تسقط أسماء من ذاكرة الرياضة الجزائرية لسبب أو لآخر، وقد تنسينا الأحداث المتتالية والمتسارة بعض الاسماء رغم بروزها وتألقها، لكن اسم محمد لزهاري رئيس الاتحاد الدولي للجمباز، لن يسقط من ذاكرة رياضتنا الى الأبد، ليس لكثرة انجازاته، وإنما فقط لأنه كان أول جزائري يحمل الألوان الوطنية في الألعاب الأولمبية بعد الاستقلال. الحياة الرياضية للسيد لزهاري كانت مثيرة منذ بدايتها وهو يروي ل»المساء« بفخر واعتزاز مسيرته مع العلم الوطني عام 1962، فبعد تتويجه الباهر بلقب بطولة فرنسا للجمباز في نفس العام واختياره لتمثيل العلم الفرنسي في الألعاب الاولمبية بمدينة روما الإيطالية، طلب منه وهو في باريس الاختيار بين الجزائروفرنسا، وبدون تردد اختار الوطن الأم بعد سبع سنوات من »الغربة«. عودة لزهاري الى ارض الوطن كانت كتقني في وزارة الشباب والرياضة وفي نفس الوقت كرياضي، حيث واصل تدريباته على امل تحقيق نتائج في المستقبل للجزائر، خاصة وأن عمره آنذاك لم يتجاوز ال23 عاما، لكن الجائزة الكبيرة التي فاز بها لزهاري، هي تمثيل الجزائر في العاب طوكيو 1964 بصفته الرياضي الجزائري الوحيد في هذه الدورة... يروي لزهاري قصته مع اول مشارركة جزائرية في الألعاب الاولمبية فيقول: » كنت مغمورا بالفرحة وفخورا جدا بهذه المشاركة، الوفد الجزائري لم يتجاوز عدد أفراده الثلاثة، المتحدث، رئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية آنذاك الدكتور معوش، والأمين العام السيد مصطفى العرفاوي الرئيس الحالي للاتحاد الدولي للسباحة«. وأضاف لزهاري قائلا: » كنت في احدى الشقق الصغيرة بالقرية الاولمبية، كنت وحيدا في بلد لا أعرفه، وقد حظيت بزيارات كثيرة من طرف بعض الرياضيين والشخصيات الذين سألوني عن الجزائر والثورة الجزائرية التي ذاع صيتها في ربوع العالم«. كان لزهاري يتدرب لوحده وهو ما أثر من دون شك على مردوده في المنافسة، التي احتل فيها المرتبة ال49 في مشاركة كانت رمزية للجزائر في هذا الموعد العالمي الكبير، الذي كان الهدف الاساسي منها رفع العلم الوطني الى جانب اعلام باقي دول العالم التي شاركت في الألعاب. وبصراحة كبيرة، قال لزهاري بأنه لم يكن الرياضي الجزائري الأقوى في تلك الفترة، بل هناك من كانوا احسن منه في رياضات اخرى، على غرار العداء براكشي الذي توج بلقب البطولة الفرنسية »والذي كان مؤهلا أحسن مني للدفاع عن الألوان الوطنية«. اليوم وهو على مشارف السبعينات، يرأس السيد محمد لزهاري الاتحاد الإفريقي للجمباز بعد التزكية التي حظي بها من طرف اعضاء الجمعية العامة لهذه الهيئة الافريقية، وهو المنصب الذي قد يكون »مسك الختام« باعتباره يفكر في الاعتزال.