اهتزت مدينة اسطنبول التركية مساء أول أمس على وقع تفجيرين عنيفين بالقنابل خلف مصرع 17 شخصا من بينهم خمسة أطفال وإصابة 50 آخرين في حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع بسبب وجود عدد من الإصابات الخطيرة.ووصف محافظ إسطنبول معمر غولر الانفجاريين بأنهما "عمل إرهابي بعد ان اكد أن قنبلتين زرعتا في صندوقي قمامة في منطقة تجارية مزدحمة بمدينة اسطنبول انفجرتا بفارق زمني متقارب. وأضاف أن الانفجار الأول انفجر دون ان يتسبب في سقوط ضحايا قبل انفجار القنبلة الثانية بمجرد تجمع عشرات الاشخاص حول مكان الحادث وهو ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. ووجه محافظ المدينة أصابع الاتهام إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي وقال انه هناك علاقة مباشرة بين ما حدث والحزب الكردي. وذكر شهود عيان أن الإنفجارين وقعا تباعا وأن العديد من أشلاء الضحايا تطايرت في المكان وهو ما أثار حالة من الذعر والهلع وسط سكان المدينة. وتسببت شظايا الانفجار الثاني في مقتل طفلة في العاشرة من العمر بعدما أصيبت على مستوى القلب. ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين فإن الشرطة تشتبه بوقوف حزب العمال الكردستاني المتمرد وراءها وهو الأمر الذي عبرت عنه الصحافة التركية المحلية في عددها الصادر أمس. وكتبت صحيفة "حريات" الواسعة الانتشار تحت عنوان "مجزرة حزب العمال الكردستاني بحق المدنيين" واكدت ان هذين التفجيرين من دون شك من العمل الحزب الانفصالي الذي تلقى ضربات على يد الجيش التركي في منطقة جنوب الشرق البلاد. للإشارة فان آخر هجوم إرهابي بالقنابل وقع في تركيا يعود إلى سنة 2003 عندما فجر مسلحون من تنظيم القاعدة سيارة مفخخة وهاجموا بنكا بريطانيا في الوقت ذاته وقتل خلاله القنصل البريطاني. وكانت اربع هجمات وقعت قبل ايام قليلة من الهجوم الذي استهدف البنك البريطاني استهدف كنيسين يهوديين في اسطنبول قتل خلالهما حوالي 60 شخصًا ووصفت على أنها أكثر الهجمات الإرهابية دموية تشهدها تركيا. وكان ثلاثة رعايا ألمان اختطفوا مطلع الشهر الحالي على يد مقاتلين اكراد عندما كانوا في رحلة تسلق إحدى القمم الجبلية في شرقي تركيا. وقالت وكالة الأنباء التركية إن الإرهابيين قالوا إنهم نفذوا هذا العمل بسبب إجراءات الحكومة الألمانية الأخيرة ضد جمعيات ومتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني.