ينتظر أن تحيل الحكومة العراقية خلال العشرة أيام القادمة نص مشروع الاتفاقية الأمنية مع الولاياتالمتحدة على نواب البرلمان العراقي لمناقشة بنودها على أمل المصادقة عليها أو رفضها. ويعد هذا تأخير آخر في طريق التوقيع على هذه الاتفاقية التي كان من المقرر التوقيع عليها منتصف شهر جويلية الماضي، ولكن طبيعة الخلافات الأمريكية العراقية حول بنودها حال دون ذلك. وتحركت الطبقة السياسية العراقية من مختلف التوجهات والأطياف ضد البنود التي تم تسريبها وخاصة ما تعلق بمسائل تمس السيادة العراقية وتجعل هذا البلد تحت رحمة وسلطة القوات الأمريكية. ويتوقع متتبعون أن يشهد البرلمان العراقي نقاشا صاخبا حول هذه الاتفاقية وقد يدفع إلى رفضها بسبب بنود الأمر الواقع الذي أرادت واشنطن فرضه على المفاوضين العراقيين تحت غطاء استمرار تردي الوضع الأمني في هذا البلد. ثم إن مصادر إعلامية كشفت، أمس، أن الحكومة العراقية تنتظر توضيحات من نظيراتها الأمريكية بخصوص البنود التي لها صلة بسيادة الدولة العراقية على أراضيها وحماية مصالح الشعب العراقي، وهو ما يعد إشارة واضحة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تريد الانسحاب الفعلي من العراق بحلول عام 2011 كما سبق وأعلن ذلك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وكان هذا الأخير أكد أنه بحلول عام 2011 لن يبقى هناك جندي أمريكي واحد فوق التراب العراقي ولكن الولاياتالمتحدة ألحت على ضرورة ربط انسحاب قواتها بتحسن الوضعية الأمنية. للإشارة، فإن الولاياتالمتحدة تسعى إلى التوقيع على هذه المعاهدة التي سيتم خلالها تحديد طبيعة التواجد العسكري الأمريكي في العراق قبل31 ديسمبر المقبل تاريخ انتهاء تفويض الأممالمتحدة الذي ينظم حاليا تواجد القوات الأمريكية في هذا البلد. وفي وقت لا يزال فيه الجدل قائما بخصوص الاتفاقية الأمنية التي تسعى واشنطن إلى توقيعها مع بغداد عاش العراقيون، أمس، يوما داميا آخر بمصرع 11 شخصا من بينهم طفلتين وإصابة العشرات الآخرين في تفجيرين استهدفا، أمس، مواقع أمنية في العاصمة بغداد ومحافظة نينوى الشمالية. واستهدف التفجير الأول الذي أحدثه انفجار عبوتين ناسفتين دوريتين للشرطة العراقية بالعاصمة بغداد أسفر عن سقوط أربعة قتلى من بينهم شرطي وإصابة 17 آخرين بينهم نساء وأطفال. ويأتي هذا التفجير بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تشهدها العاصمة بغداد منذ عام ونصف على إثر تطبيق خطة "فرض القانون الأمنية التي خصص لها مئات الجنود العراقيين والأمريكيين في مسعى لإعادة الأمن والاستقرار من خلال بسط سلطة الدولة وتطهير كل شوارع العاصمة من مظاهر التسلح. وفي سياق استمرار مسلسل العنف في العراق، لقي سبعة أشخاص مصرعهم من بينهم طفلتين وأصيب عدد مماثل في انفجار سيارة مفخخة، أمس، استهدفت نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي شرق مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى شمال العراق. وذكر مصدر أمني عراقي أن هذه الحصيلة أولية وتبقى مرشحة للارتفاع بسبب قوة التفجير وخطورة الإصابات التي خلفها. من جهة أخرى، أقر بيان للجيش الأمريكي في العراق، أمس، مصرع أحد عناصر المارينز في بغداد مشيرا الى أن وفاة هذا الجندي لا علاقة له بأي عمل مسلح. وبمقتل هذا الجندي يرتفع عدد عناصر المارينز الذين لقوا مصرعهم منذ الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 إلى 4151 قتيل في حصيلة لا تزال مفتوحة أمام جميع الاحتمالات في ظل استمرار الاحتلال الأمريكي لهذا البلد.