قال وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى ، إن التصحر ظاهرة خطيرة على المستوى العالمي ولا تتهدد الجزائر وحدها وهناك إرادة كبيرة من دول عديدة لمكافحتها، مشيرا إلى أن الجزائر ومنذ الاستقلال عرفت تفطنا جماعيا لهذه الظاهرة حتى في عز شح الامكانيات واتخذت برامج كبير ومتعددة لمكافحتها. وأوضح بن عيسى على امواج الإذاعية الوطنية الاولى ، أن تلك المخططات التي اتخذتها الجزائر منذ الاستقلال لمكافحة ظاهرة التصحر نجح البعض منها والبعض الآخر لم ينجح مائة بالمائة، وقد تم الاستفادة من الاخيرة دروسا كبيرة وأكسبت الجزائر طيلة ال50 سنة خبرة كبيرة في مجال مكافحة التصحر. وأضاف الوزير أن مكافحة التصحر هو عمل يومي حتى لا تتدهور حالة الاراضي وتبقى صالحة، وهو ما يتطلب حسب بن عيسى مشاركة الجميع وخاصة المواطنيين والفلاحين واندماجهم في عمليات مكافحة الظاهرة لأنها كلها تصب في فائدتهم، وشدد على ضرورة حماية الاراضي الفلاحية الصالحة للزراعة والتي تقدر ب50 مليون هكتار منها 8 ملايين هكتار مستعملة. وفيما يتعلق تخوف الخبراء المستمر رغم كل البرامج التي اتخذت لوقف زحف الكثبان الرملية، ذكر الوزير انه تم خلال السنوات الأخيرة اتخاذ العديد من الاجراءات وهناك عمل جبار ومتواصل من أجل ذلك، واشار إلى أنه تم استرجاع 3 ملايين هكتار خلال السنوات الاخيرة، وقال "إن كان هذا التخوف الهدف منه التفطن الجماعي فأهلا به ليتم التدخل الجميع كل واحد في مكانه"، واضاف أهذا الموضوع مطروح على المستوى الدولي وليس فقط على مستوى بلد بعينه وسيتم الحديث عنه خلال الايام المقبلة في اجتماع "ريو +20" . وقال إن النداء الذي يتم تحضيره لاجتماع "ريو +20" الذي ينتظر أن يصدر في البيان السياسي للاجتماع، هو الوصول إلى مستوى صفر من تدهور الأراضي إلى جانب العمل على استخلاف الأراضي التي تضيع، مضيفا إلى انه سيكون نداءا عالميا بالنظر إلى أنه يمس بالأمن الغذائي. وفي هذا السياق أضاف الوزير أن موضوع مكافحة تدهور الأراضي بدأت تظهر كعامل اساسي للحفاظ على الأمن الغذائي، وقال ان هذه المواضيع بدأت تأخذ مكانها في الجزائر وفي دول أخرى، نظرا لأنها تهم الانسانية ككل. وقال الوزير من جهة ثانية، أنه لا توجد ارقام محددة فيما يخص حجم الأراضي التي ضاعت بفعل التصحر، لكنه ذكر بأنه قد صدرت خريطة مؤخرا تشير إلى أن هناك 7 ملايين هكتار من تلك الاراضي يمكن أن تتدهور إذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة من أجل الحفاظ عليها. ومن جهة أخرى، وفيما يتعلق بموضوع حرائق الغابات التي تعرفه بلادنا كل فصل صيف، قال وزير الفلاحة إن هناك برنامجا أعد لمكافحة الظاهرة كما الجنة الوطنية التي تشارك فيها العديد من الوزارات قد اجتمعت مؤخرا، وقد تم مباشرة إعطاء الارشادات اللازمة وحث المواطنين على المشاركة في حماية على الثروة الغابية والمحاصيل الزراعية.