اهتزّت مساء أول أمس الأركان الثلاثة لمقام الشهيد بالعاصمة بألحان قيتارة و صوت لالة " سميرة براهمية " التي افتتحت السهرة الأولى من خلوات الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي لموسيقى الديوان الذي يحتضنه مسرح الهواء الطلق ''سعيد مقبل'' في غابة الأقواس ، حيث كانت البداية بوصلة " لا إله إلا الله " بطريقة كفرت بها سميرة بالنوع الموسيقي الوحيد ، أين مزجت بين " البوب ، القناوي ، الجاز ، الفانك ، الراي ، .. " ، فهي لا تؤمن با لحدود بين الطبوع الموسيقية . و رافقت " سميرة براهمية " الفرقة النحاسية "فانفاراي " التي يدل اسمها على ديمقراطية فنية بين " الفانفار " و " الراي " في تماه بين ما هو عربي بربري إفريقي كوبي لاتيني يعكس قصة الحب الأبدية بين حقيقية الإنسان والموسيقى ، و التي أمطرت المسرح بنوتات " عسكرية " قذفتها " الترومبيت و الساكسوفون " بنكهات " الراي و الشعبي و التارقي و القبائلي " و أروع مقطوعة كانت " توشية الزيدان " التي عزفتها الفرقة دون أي آلة وترية ، و هو أمر غير هيّن تميز كل من " مهدي غريب ، سمسر إ9ينال ، عبد القادر تاب ، بوعبد الله خالفي ، باتريك تروفي ، مهدي شايب " و الآخرون في جعله حقيقة بمزيج مدهش بين التقليد والحداثة، و روح الشمال والجنوب بالتزام مشترك شكّل عرضا و تجاوبت العائلات الحاضرة كثيرا مع فانفاراي و سميرة ، هذه الأخيرة التي " أدت جملة من أغاني ألبومها:''نايلية''باللغات الأمازيغية والعربية والإنجليزية وكذاباللهجة الجزائرية، فغنت عن الحب والحرية والمنفى والمرأة والأجداد ، التي رددت فيها مقطعا يقول:''جدودنا أفريقيين، جدودنا أمازيغيين، جدودنا عربيين واحناي رانا وين''، مداعبت قيتارتها و مغازلة الحضور في جو حميمي باحت به سميرة بإعجابها و سعادتها و أعرب جمهورها في نعس الوقت بنفس الاحاسيس من خلال التجاوب الإيجابي على ''ساعة'' للشيخ سيدي بيمول، ''لا اله إلا الله'' و''القناوي الله يداوي''، و ''المصير الرائع'' عن العشرية السوداء، كما غنت عن الغربة بالانجليزية ''قلي ماذا تعرف'' و''نجوم'' ليوسف بوكلة، لتختمها بمقطوعة نايلية ''، ليختتم با سييوكو السهرة بإيقاعات إفريقية من أعماق الرّجل الأسود . ويتضمن المهرجان ضمن فعالياته ورشات ولقاءات تنشط من طرف جامعيين وكتاب متخصصين في التاريخ، وآخرين في موسيقى الديوان، والتي من شانها الإلمام بكل ما يتعلق بتراثنا والعمل على حمايته والمحافظة عليه من الاندثار. سهرات المهرجان الدولي لموسيقى الديوان تستمر إلى 14 من ذات الشهر، حيث تضم كل ليلة جزءان، الأول يحييه فنانون جزائريون معروفون في هذا القالب الفني والموسيقي، والثاني تحييه فرق وفنانون أجانب منهم معلم حسان بوسو، قناوي الواحة بشار، اوركسترا باوباو، توني علان.