أعرب عدد كبير من النساء اللائي يقصدن مركز البريد الرئيسي بوسط مدينة بسكرة، عن تذمرهن الشديد من معاناتهن المتواصلة داخل مقر البريد من النقص الحاد لعدد الشبابيك المخصصة للعنصر النسوي، والمحدد بشباك واحد يجد خلفه النساء صعوبات جمة في سحب أموالهن خاصة فئة العاملات منهن، اللائي يصطففن في طوابير تمتد إلى الخارج في صورة باتت مألوفة، في ظل تعطل آلات السحب الالكتروني التي أصبحت علامة مسجلة بمختلف مراكز البريد بعاصمة الولاية والمناطق المجاورة. وأبدت بعض النساء سخطا واضحا جراء تخصيص شباك واحد للعشرات من النساء اللائي وصفن الوضع بالمؤسف، خاصة أثناء تعطل أجهزة الإعلام الآلي أو ندرة السيولة، حيث تتضاعف معاناة أغلبهن خاصة العجائز ممن لا يملكن من الأبناء أو الأحفاد الذين يقومون بدورهن لسحب الأموال، حيث يتخذن من أرضية المركز البريدي مكانا للجلوس وانتظار أدوارهن في سحب الأموال، في صورة أضحت معتادة لدى زبائن البريد المركزي ومختلف النقاط الفرعية الأخرى. في سياق ذلك، طالب عدد من النسوة خاصة الموظفات في مختلف القطاعات العمومية والخاصة من إدارة البريد المركزي مضاعفة عدد الشبابيك الخاصة بالعنصر النسوي، لتمكين الأغلبية من سحب أموالهن بصفة مريحة مثلما يحدث مع الرجال الذين يتداولون على أربعة شبابيك، ساهمت في التخفيف من حدة الطوابير الطويلة التي شكلت الحدث خلال الأسابيع الماضية، تزامنا مع ندرة السيولة وما يتخللها من تعاملات سلبية بالاعتماد على المعارف والقرابة في سحب الأموال، الأمر الذي تسبب في حدوث فوضى ومناوشات كلامية لأسباب مختلفة. وما زاد في تعقيد الوضع القرار الذي اعتمدته إدارة المركز البريدي الرئيسي بتغيير شباك العمليات الخاصة بتسديد فواتير الكهرباء والغاز، وتلك المتعلقة بتحويل الأموال إلى الحسابات البريدية التي تم تحويلها إلى شباك مستقل يتكفل من يشغله بجميع العمليات لوحده، مما ضاعف من حجم ضغط العمل المتواصل طوال ساعات العمل اليومي، وتتفاقم الضغوطات المفروضة على الشباك الوحيد أثناء الأعطاب التقنية التي يتعرض لها الجهاز، مما يسهم في خلق حالة من التذمر لدى الزبائن الذين يطالبون بدورهم بمضاعفة عدد الشبابيك لتسهيل وتيرة العمل على الجميع. وأكد بعض زبائن البريد المركزي أن الوضعية تراوح مكانها منذ أشهر رغم الشكاوي التي تم إيداعها لإدارة المركز الرئيسي الذي يعرف توافدا كبيرا من مختلف الموظفين وأفراد الأسلاك الأمنية، فضلا على زبائنه الذين يتوافدون من بلديات ومناطق مجاورة مما يخلق زحمة شديدة طيلة أيام الأسبوع في ظل تقلص دور مراكز البريد الفرعية بالبلديات المجاورة واقتصارها على تحويل الأموال في الأرصدة المالية وبيع الطوابع البريدية ومعاملات أخرى، دون الوصول إلى سحب الأموال الذي اعتبره بعض الزبائن بعيد المنال، في ظل ما أسموه مسلسل غير منته لتعطل أجهزة السحب الآلية والالكترونية على حد سواء.