صرح المناضل من أجل حقوق الانسان محرز العماري أن الشعب الجزائري "الموحد والمتضامن" سيتحرك إلى جانب ديبلوماسيته وجيشه الوطني الشعبي من أجل مجابهة "المساعي المتعجرفة وغير المسؤولة" التي تهدف الى اضعاف الجزائر الجديدة كقوة اقليمية. وفي مقال سلم اليوم الجمعة بمناسبة اليوم الوطني للدبلوماسية، أكد المتحدث أنه "أمام هذه المناورات، وتحت قيادة رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد عبد المجيد تبون، سيتحرك الشعب الجزائري ،الموحد والمتضامن، إلى جانب ديبلوماسيته الملتزمة والوطنية وجيشه الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي يعتبر بمثابة عمود الدولة الضامنة للسيادة الوطنية (…) اليد في اليد لمجابهة ووقف المساعي المتعجرفة وغير الأخلاقية وغير المسؤولة الرامية الى اضعاف الجزائر الجديدة كقوة اقليمية" مذكرا بأن الجزائر رفعت رسميا يوم 8 أكتوبر1962 علمها الوطني بمنظمة الأممالمتحدة. في هذا الصدد، كشف السيد العماري أن احياء هذا اليوم يأتي هذه السنة في وقت نشهد فيه "تكالب بعض البلدان والقوى الخفية التي تشعل نار الفتنة وتسعى بوضوح الى المساس باستقرار الجزائر من خلال أعمال تحريضية وتصريحات غير مسؤولة لخلق جو من التوتر وعدم الاستقرار وانعدام الأمن". وعليه فان احياء هذا اليوم الوطني يكتسي "أهمية خاصة" و يمثل "واجبا" تجاه الشهداء رواد النشاط الديبلوماسي لثورة نوفمبر 1954، على حد قوله. في نفس الشأن، اعتبر السيد العماري أن "تخليد واحياء هذا اليوم يعد واجبا تجاه شهدائنا رواد العمل الديبلوماسي لثورة نوفمبر 1954 و الاستمرار على نفس نهج نضالهم العادل و تضحياتهم التي تفرض الاحترام و الاعجاب و الاعتبار الكبير". و يرى السيد العماري أن جيل الجبهة الديبلوماسية لثورة نوفمبر الذي انخرط في الكفاح الديبلوماسي انطلاقا من مؤتمر باندونغ الى مفاوضات ايفيان يجب أن يبقى "حيا" في الذاكرة الجماعية . كما كتب يقول أن "التاريخ يسجل بأحرف من ذهب نبل والتزام المناضلين الاشاوس للعمل الديبلوماسي لنوفمبر 1954 الذي يشكل ارثا عريقا يعد بمثابة مفخرة لجميع لجزائريين" معتبرا أن الجيل الديبلوماسي في تلك الحقبة كان " في انسجام تام" مع البعد الشعبي الوطني ليجتاز بذلك مرحلة "تاريخية وحاسمة في نفس الوقت وقطع موعد مع التاريخ من أجل رد الاعتبار الوطني والاستقلال الوطني أيضا". كما اشار المتحدث انه منذ ذلك الحين، "تمكنت الدبلوماسية الجزائرية من اسماع صوتها في المحافل الدولية واستعادت مكانتها كشريك موثوق به في تسوية الشؤون الاقليمية والجهوية"، متطرقا في هذا الصدد الى بعض الاحداث التي ميزت تاريخ الدبلوماسية الجزائرية. وذكر ان الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، قد وجه خطابا لرؤساء العالم خلال الدورة ال29 للجمعية العامة للامم المتحدة سنة 1974، بفضل الفرصة التي منحها له الرئيس الراحل هواري بومدين. و تطرق المتحدث الى ملفات تسوية النزاع حول الحدود بين العراق و ايران و نهاية ازمة اعتقال الرهائن الامريكيين سنة 1981 و النزاع بين اثيوبيا واريتيريا و ابرام اتفاق السلم بين الاطراف المالية و كذا المساهمة من اجل التوصل الى حل سياسي في ليبيا من خلال الحوار الشامل و دعم جهود الاممالمتحدة للتوصل الى حل سياسي مستدام للأزمة. و اضاف ان العمل الدبلوماسي للجزائر الجديدة قد عرف اليوم "قفزة نوعية و ديناميكية وطنية كبيرة"، معتبرا ان القناعة الشعبية قد اعرب عنها رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون امام نظرائه الافريقيين حيث أكد ان "الجزائر ستستمر بإيمان و عزيمة في ترجمة التطلعات العميقة و المشروعة للشعوب الافريقية في ارض الواقع فيما يخص الحرية و الكرامة(…) و حسن الجوار و الدفاع عن القيم النبيلة و العدالة و السلم". وأسرد السيد محرز العماري بالقول :"و بهذا، تكون الدبلوماسية الجزائرية قد تمكنت من اسماع صوتها في المحافل الدولية و استعادت مكانتها كشريك موثوق به في تسوية الشؤون الاقليمية كما تضل مرجعا اساسيا في مجال مكافحة الارهاب و مثالا يحتذى به في مجال سياسة المصالحة الوطنية". كما جدد السيد لعماري تأكيد دعم الجزائر "الكامل و الثابت" للشعبين الصحراوي والفلسطيني. وختم المتحدث بالقول :"وفقا لميثاق الاممالمتحدة، ستقدم الدبلوماسية الجزائرية، المخلصة للمبادئ الثابتة المستمدة من ثورة أول نوفمبر المجيدة و الغيورة على استقلالها الوطني و المتمسكة بقيمها النبيلة، دعمها الثابت وتضامنها للشعوب المحتلة والخاضعة للاستعمار الاجنبي الى غاية تمكنهم من اتخاذ قرارات بكل حرية و التعبير عن سيادة قرارهم النهائي".