... ثلاثية (المخدرات .. والحرڤة.. والتفكك الأسري، تجذر المثلث الخطير الزارع لمحطات العنف ضد الذّات، والعنف ضد الذات الأخرى، والعنف المزدوج ، ويبقى السؤال المطروح »كيف نوقف العنف؟!« وبالرغم من أن العنف النابع من الشعور بالعداء، يتشكل عادة داخل الإنسان، ثم يتجه نحو المجتمع المحيط إلا أنه أحيانا يرتد إلى الذات، ويعمل على تدميرها، كثير من الناس يحطمون أنفسهم، ويحطمون مستقبلهم، ويحطمون بيوتهم ويتخذون خطوات كثيرة في طريق ايذاء الذات هذا (مضمون) العرض المسرحي »الحملة« لماذا العنف وعدم التسامح ؟ وكما تشير الدراسات الأكاديمية فإن للعنف في حياة المجتمع أسباب كثيرة منها :»المؤثرات البيئية -و- المؤثرات الحضارية - و- سوء التربية والقسوة - و- مركبات الإحباط والفشل - و- ضعف الثقة بالنّفس ، وقصور وسائل التعبير الأرقى - و- عدم الإحساس بالأمان ، وتولّد روح العداوة-و- الرغبة في السطوة ، وإدخال الرعب في قلوب الآخرين - و- الخصام مع النفس، والعداء الداخلي ويبقى السؤال »من المسؤول ..؟!« أهل الفكر.. وأهل الذكر.. (أي أصحاب العقل.. وأصحاب النقل) هم الذين في مقدروهم فتح (الملف الأحمر) ملف العنف الذي يتبع مسار التحطيم بكل أشكاله التي تتبع بالفواجع والمواجع من المنبع للمصب وهنا (..؟!) عرض مسرحي موسم بعنوان »الحملة« ومنتوج لشاب ثانوي لا يتجاوز (17) عاما، حيث جمع بين »التأليف والإخراج والتمثيل« إنّه موهبة متعددة المساهمة المسرحية ونقصد بالتحديد محمد رفيق فطموش (نجل عمر فطموش) العنصر البارز في الإطار المسرحي والتكويني والتسييري وهنا تبرز العبارة المتداولة »من شابه أباه فما ظلم!!«. محمد رفيق فطموش أو المدعو فنيا (قافروش) المولود بتاريخ 16 فيفري 1995 م ببرج منايل، والذي يزوال دراسته بثانوية كنتور سعيد (برج منايل) وقد صرح لنا بأن شعاره في المجال الفني أبدا »المسرح قبل كل شيء« وعن »الحملة« أشار الى أن ثلاثية (المخدرات والهجرة (الحرقة) والتفككك الأسري) أهلكت البلاد، والعباد ونتائجها مفزعة وبشعة ومرعبة بأشكال العنف المزدوج التدمير (للنفوس والرؤوس) من جهة وللتنمية والإستثمار من جهة أخرى وهنا الكارثة أي مخرج؟وأي خلاص؟ إنها المفارقة!! كل الأطراف معنية وكل العناصر مسؤولة ولا فرق بين الفاعل المرعب، والساكت الخائف!! الجملة »صرخة« شاب ضد مرض اجتماعي خطير، وحالة اجتماعية مؤسفة أصابت البلاد والعباد..إن هذا الوضع تدهور مخيف ، وانحطاط مفجع وصدمة للضّمائر الحية والنفوس الحساسة، وكل العناصر المؤدية للأدوار (شابة) في بداية العشق الفاعل والواعد (للركح) وعالم المسرح الجامع لكل أشكال ومضامين التعبير فالمسرح أبدا مفتوح بمسار »قوس قزح« عناصر تعاونية السنجاب ببرج منايل .. عناصر شابة واعدة تبحث عن الولوج إلى عالم التعبير الحر، والإختلاف المؤثر.. ونموذجها الأول محمد رفيق فطموش (لِمَ لا؟..) وبداية المسير خطوة ، وبداية البناء حجر..، وبداية الشجرة بذرة