أكد الرئيس السوري بشار الاسد للاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص الاممي والعربي الى سورية استمرار التزام بلاده بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الازمة، فيما حذر الدبلوماسي الجزائري من أن هذه الازمة تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم. وأفادت وكالة "سانا" للأنباء بأن الرئيس الاسد تعهد للابراهيمي لدى استقباله في دمشق امس في أول لقاء بينهما بعد تولي الدبلوماسي الجزائري مهام الوساطة في سورية ب"استمرار التزام بلاده الكامل بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الازمة في سورية طالما التزمت الحياد والاستقلالية". وأوضح الرئيس الأسد أن المشكلة الحقيقية في سورية هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض معتبرا أن العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصا لجهة الدعوة الجادة لحوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين، حسبما نقلت عنه "سانا". وشدد الرئيس على أن نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سورية لوقف القيام بمثل هذه الأعمال. بدوره أكد المبعوث الإبراهيمي أن أساس عمله هو مصلحة الشعب السوري وتطلعاته وأنه سيعمل باستقلالية تامة تكون مرجعيته الأساسية فيها خطة عنان وبيان جنيف مضيفا أن أي نقاط أخرى تتم إضافتها أو تعديلها ستكون بالاتفاق مع جميع الأطراف. وشدد الإبراهيمي على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف لإيجاد حل للأزمة بالنظر إلى أهمية سورية ومكانتها الاستراتيجية وتنوعها السكاني وتأثير الأزمة السورية على المنطقة برمتها مشيرا إلى أنه في نهاية الأمر لا يمكن أن يأتي الحل إلا عن طريق الشعب السوري نفسه. هذا وقال الاراهيمي في تصريح صحفي بعد اللقاء ان "الأزمة في سورية تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم". وأضاف الابراهيمي انه "سيكون لنا مكتب في دمشق ووعدت الحكومة السورية بأنها ستمكنه من القيام بعمله"، مشيرا الى ان اتصالاته لايجاد حل للازمة السورية "ستشمل الدول التي لها مصلحة ونفوذ في الشأن السوري". وكان الابراهيمي وصل الى دمشق مساء الخميس قادما من القاهرة في زيارة تستغرق ثلاثة أيام استهلها بلقاء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الذي أكد استعداد دمشق للتعاون التام لإنجاح مهمة المبعوث الاممي. والتقى الابراهيمي الجمعة وفدا من هيئة التنسيق الوطنية السورية، كما أجرى مباحثات مع السفيرين الايراني والروسي والقائم بأعمال السفير الصيني لدى دمشق في اطار سلسلة لقاءات يجريها بهدف البحث عن حل سلمي للازمة السورية. ويتوقع ان يلتقي المبعوث الاممي في اطار زيارته الحالية السفراء العرب ووفود الاتحاد الاوروبي والمعارضة السورية. هذا وقال أحمد العسراوي عضو هيئة التنسيق الوطنية ان لقاء هيئة التنسيق مع الابراهيمي كان لشرح موقف المعارضة الداخلية في سورية من سبل حل الازمة، مضيفا ان النظام لا يتجاوب الا كلاميا مع الحل السلمي. وأكد ان "المعارضة بكافة أطيافها تريد تغيير النظام تغييرا جذريا شاملا، لكننا في هيئة التنسيق نريد ان يتم استبدال هذا النظام بنظام وطني ديمقراطي تعددي برلماني، ويجب أن يحقق هذا التغيير بأيدي وإرادة السوريين، ولا نريد ان يتم هناك أي تدخل خارجي مهما كان نوعه، ولا نريد ان يتم هذا التغيير عبر السلاح".