دعا الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال لقائه المبعوث الأممي والعربي، الأخضر الإبراهيمي، السبت، في دمشق إلى حوار سوري “يرتكز على رغبات جميع السوريين”. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الأسد قوله “إن المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض”، مشيرا إلى أن “العمل على المحور السياسي مستمر، وخصوصا لجهة الدعوة إلى حوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين”، نقلا عن وكالة فرانس برس. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد تأكيده للإبراهيمي “التزام سوريا الكامل بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة في سوريا طالما التزمت الحياد والاستقلالية”. وأضاف الأسد أن نجاح العمل السياسي “مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سوريا لوقف القيام بمثل هذه الأعمال”. ونقلت سانا عن الإبراهيمي تأكيده أن “الحل لا يمكن أن يأتي إلا عن طريق الشعب السوري نفسه”. وشدد الإبراهيمي، بحسب سانا، على “ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف لإيجاد حل للأزمة بالنظر إلى أهمية سوريا ومكانتها الاستراتيجية وتنوعها السكاني، وتأثير الأزمة في سوريا على المنطقة برمتها”. وقال الإبراهيمي للصحافيين عند عودته إلى الفندق بعد اللقاء إن “الأزمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم”. وأضاف “سنحاول جهدنا أن نتقدم ونجند إمكاناتنا وطاقاتنا لمساعدة الشعب السوري”. وتابع “سيكون لنا مكتب في دمشق، ووعدت الحكومة السورية بأنها ستمكنه من القيام بعمله”. وأدت الأزمة السورية المستمرة منذ 18 شهرا، إلى مقتل أكثر من 27 ألف شخص، حسب أرقام المعارضة السورية. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة، فانينا مايستراتشي، إن الإبراهيمي أجرى اتصالات أمس الجمعة مع عدد من أعضاء هيئة التنسيق الوطني والديمقراطي (معارضة في الداخل)، وكذلك مع السفير الروسي والقائم بالأعمال الصيني في سوريا. والتقى موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية أيضا طاقم الأممالمتحدة في سوريا، وكذلك موفداً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ومن المقرر أن يجري الإبراهيمي، السبت، أيضا محادثات مع “مجموعة السفراء العرب ومع وفد من الاتحاد الأوروبي وممثلين عن المعارضة” السورية. ولم تكشف المتحدثة هوية الذين سيلتقيهم الإبراهيمي، وقالت إنها “لا تعلم متى سيعود إلى نيويورك”. وأجرى الإبراهيمي بعد وصوله إلى دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. والتقى أيضا بالسفير الإيراني في سوريا، بحسب المتحدثة باسم الأممالمتحدة.