دعا المشاركون في أشغال الأيام الدراسية حول ترقية اللغة الأمازيغية التي نظمتها المحافظة السامية للأمازيغية ببلدية بوسمغون بولاية البيض إلى إعادة إدراج تدريس مادة اللغة الأمازيغية عبر المؤسسات التربوية بهذه المنطقة والعمل على ترقية الموروث اللامادي للأمازيغية. وأكدت توصيات هذا اللقاء الذي أختتمت أشغاله في وقت متأخر من ليلة الأحد على إعادة تدريس اللغة الأمازيغية بمدارس بوسمغون التي لم يعد تدريسها مطبقا منذ سنة 1998 والعمل على توسيع تدريسها لاحقا ليشمل مختلف المؤسسات التربوية عبر ولايتي البيض والنعامة و مناطق أخرى من الجنوب الغربي للوطن بدءا من السنة الدراسية الجارية (2012-2013) . كما دعا المشاركون ضمن توصيات هذه الأيام الدراسية التي تواصلت أشغالها على مدار يومين إلى فتح قنوات إعلامية بالأمازيغية عبر المحطات الإذاعية الجهوية خصوصا بولايتي البيض و بشار و مراجعة الحجم الساعي "الضئيل" للحصة الأمازيغية التي تبث حاليا عبر أمواج إذاعة النعامة الجهوية. و في نفس الإطار تم اقتراح برمجة حصص تلفزيونية عبر القناة الوطنية الرابعة تعنى بتثمين التراث المادي و اللامادي لمدينة بوسمغون و المناطق الأمازيغية الأخرى بالمنطقة "بما يساهم في ترقية الأمازيغية بكل أبعادها". و دعت توصيات هذه الأيام الدراسية التي نظمت تحت شعار "بوسمغون منطقة أمازيغية ينبغي إحياؤه" الى "رد الإعتبار للتسميات الأصلية" للمواقع بمناطق البيض والنعامة و بشار و" تشجيع حضور الأمازيغية بالمحيط" . كما شددت على ضرورة التعجيل بتصنيف المواقع الأثرية و المعالم الحضارية كتراث وطني محمي خصوصا منها قصور بوسمغون بالبيض و عسلة وتيوت و الصفيصيفة و مغرار بولاية النعامة. وأبرز المشاركون أيضا أهمية ترقية الموروث الثقافي الذي تزخر به بوسمغون و المناطق الأمازيغية الأخرى من خلال برامج التبادلات الثقافية بين الولايات و عبر مختلف المهرجانات التي تشرف عليها مديريات الثقافة و تشجيع الإنتاج الأدبي و الفني الأمازيغي بمنطقة الجنوب الغربي للوطن من خلال التكفل بنشر و توزيع مختلف الإنتاجات السمعية البصرية والكتب و الأفلام الناطقة باللغة الأمازيغية. هذا و أوضح ممثل المحافظة السامية للأمازيغية السيد عصاد سي هاشيمي أن هذه الأيام الدراسية التي احتضنتها مدينة بوسمغون قد سمحت باكتشاف منطقة أمازيغية غنية من حيث تراثها و ثقافتها و هي المكتسبات التي ينبغي "المحافظة عليها و تثمينها بالتنسيق مع الحركة الجمعوية المحلية".