دعا ممثل المحافظة السامية للأمازيغية خلال أشغال أيام دراسية نظمتها المحافظة بالبيض إلى إنشاء مجمع للغة الأمازيغية. وأوضح السيد عصام بن هاشيمي أن «المناخ أصبح ملائما لأجل تحقيق هذا المسعى خصوصا بعد دسترة اللغة الأمازيغية «مضيفا أن هذا المجمع من شأنه أن يكون مستقبلا «فضاء أكاديميا لمعالجة المتغيرات اللغوية و الحفاظ على الموروث اللغوي الأمازيغي«. و ذكر نفس المتحدث أن هذه الأيام الدراسية التي تحتضنها بلدية بوسمغون (180 كلم جنوب عاصمة الولاية ) تحت شعار «بوسمغون منطقة أمازيغية ينبغي إحياؤها» وتتواصل على مدار يومين «تأتي بعد مرور17 سنة من إنشاء المحافظة السامية للأمازيعية«مضيفا أن مثل هذه الفعاليات تعد «موعدا ثقافيا و علميا تقف من خلاله المحافظة ميدانيا لتثمين و إثراء الفكر الحضاري و اللغوي من خلال إشراك الحركة الجمعوية ببوسمغون «. ومن جهته عرض الأستاذ الجامعي في التاريخ خدام محند أوبلقاسم إلى إشكالية المسيرة التاريخية للأمازيغية حيث ركز على «عبقرية» السكان المحليين التي كان لها «الفضل في تشييد كل معالم الحضارة بكل مكوناتها ببلاد شمال إفريقيا». وذكر ذات المتدخل في نفس السياق «أن الأمازيغ هم صناع حضارتهم منذ البداية غير أنهم مع مرور السنوات خضعوا لمجموعة من الغزوات أضفت على حضارتهم طابعها الخاص«. و أبرز المحاضر أهمية اللغات في تطور الشعوب مؤكدا في هذا الصدد أن اللغات جميعها متساوية لأنها جميعها من صنع الإنسان إلا أنها تختلف من حيث درجاتها الوظيفية. و يرى نفس المحاضر أنه «حان الوقت لأجل مراجعة المفاهيم التي ظلت محل صراع دائر بين الحضارة والهوية و اللغة « مبرزا في نفس الوقت «أهمية» الجانب الإعلامي في التعريف بالموروث الحضاري الأمازيغي و ترقيته ضمن نظرة إستشرافية ذات بعد علمي أكاديمي. وكانت موضوعات «اللغة الأمازيغية عبر العصور» و «الهوية و المقومات التاريخية للفرد الجزائري» في صميم النقاش الذي أعقب عديد المداخلات التي قدمت في أشغال اليوم الأول من هذه الأيام الدراسية التي ينشطها أستاذة و باحثون في اللسانيات و علم الإجتماع. كما نظم على هامش هذه التظاهرة الأكاديمية معرض لكتب الأمازيغية وآخر للوحات الزيتية التي استلهمت مشاهد من خصوصيات و أصالة و تجذر الأمازيغية بمقوماتها عبر التاريخ.