مدريد تتخبط و تحاول مد جسور الود مع الجزائر مرة، و مرة تهدد و ترعد و تزبد، و مرة تحمل خيبتها للاحاد الأوربي لعله يجد لها مخرجا، يأتي هذا التخبط في حكومة بيدرو سانشيز بعد أن قامت الجزائر بتجميد معاهدة الصداقة و التعاون و حسن الجوار بينها و بين اسبانيا، و الظاهر ان الاسبان أو على الأقل حكومة بيدرو تعتقد أن الجزائر تقبل بالصداقة من طرف واحد أو تريد حبا من طرف واحد، و الدول يجري عليها ما يجري على البشر، لهذا فإن رد فعل الجزائر طبيعي جدا، فلا يمكن الإبقاء على صداقة و حسن جوار و انت تطعن جارك في الظهر، و بما أن بيدرو سانشيز يعتقد أن مصلحته و مصلحة بلاده مع المغرب و ليس مع الجزائر فالجزائر كدولة مستقلة و حرة في قراراتها يمكنها ايضا نفض يدها من صداقة لا تدر عليها منافعا بل بالعكس تزيدها في الرأس صداعا و تبحث عن صداقات و حسن جوار حاد بإيطاليا مثلا، لهذا هي لا تتسول اليوم أو تشتكي من اسبانيا كما تفعل مدريد بل اتخذت قراراتها بهدوء وحكمة مثلما تمليه عليها مصالحها، لهذا فإن محاولة اسبانيا إعادة معاهدة الصداقة من خلال التودد للجزائر أحيانا و التهديد تارة و نقل المشكلة إلى الاتحاد الأوروبي من أجل الضغط على السلطات الجزائرية، لا يدل سوى على مراهقة سياسية لحكومة ضلت طريقها بعدما رهنت قراراتها السيادية لقوى أجنبية، و ما يحب أن تدركه مدريد اليوم انها تتعامل مع جزائر جديدة تختلف تماما عن الصورة النمطية التي ألفتها من قبل، و أيضا عليها أن تدرك أمر مهم و هو لا أحد يمكنه أن يفرض علينا حسن جواره وصداقته، كما لا أحد يمكنه أن يفرض علينا ان نصادقه مرغمين و ان لم يعجب كل هذا مدريد أمامها البحر المتوسط يمكنها أن تشربه كله لو تبكي في حضن الملك في جزيرة ليلى أو جبل طارق لعل ذلك يواسيها و يستر عورتها بعدما فضحها تطبيق بيجاسوس و ارغمها على صداقة المغرب، عنا نحن لا أحد يرغمنا و هذا يكفي . الوسوم قلم المسار محمد دلومي