أمتعت فرقة "مسرح المدينة" المغربية الجمهور العاصمي بمسرحيتها الكوميدية "الدق .. والسكات" المبرمجة ضمن عروض خارج المنافسة للطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. وبحضور جمع غفير من هواة المسرح وعدد من وجوه الفن والثقافة استمتع الحضور بقاعة الموقار بهذا العمل الفكاهي الذي جاء بالدارجة المغربية وتناول صراع الأزواج والعنف الأسري من خلال قصة كل من الزوجين كاميليا والبشير وصفاء ومنير والخلافات التي تنشب بين كل منهما. وتبدأ المسرحية بشجار كاميليا مع زوجها البشير في غرفة نومهما ليتبعه شجار صفاء وزوجها منير بغرفة نومهما أيضا وحين تجتمع كاميليا وجارتها صفاء ترى المرأتان أن زوجيهما هما سبب المشاكل الأسرية ونفس الشيء حين يجتمع البشير وصديقه منير حيث يعتبران أن زوجتيهما هما سبب كل شجار. والمسرحية التي أخرجها هشام الجباري هي من تأليف عبد الكبير شداتي وسينوغرافيا رشيد جندول وقد تقاسم أدوارها خمسة فنانين هم جميلة الهوني في دور "كاميليا" وجليلة التلمسي في دور "صفاء" وسعيد آيت جابا في دور "منير" وفريد الركراكي في دور "البشير" بالإضافة للمؤلف شداتي في دور رجل الأمن المتخفي "العياشي". ولأن الموضوع يتعلق أساسا بصراع الزوجين كاميليا والبشير وصفاء ومنير فقد ارتكز العرض وعلى مدار ساعة و20 دقيقة من الزمن على ديكور تراوح بين غرفة النوم التي تجمع الأزواج وساحة البناية التي يجتمع فيها البشير ومنير والتي يلتقيان فيها أحيانا ب "العياشي". ورغم أن المسرحية التي أنتجت في 2012 تناولت أساسا قضية اجتماعية إلا أنها لم تخلو من الرمزية وبعض الرسائل المبطنة وللإشارة فقد سبق ل "مسرح المدينة" -وهي فرقة محترفة تأسست بالرباط في 2008 وتضم 5 فنانين- أن عرضت هذا العمل في المغرب وقد فاز ببعض جوائز المهرجان المغربي للمسرح الإحترافي بمكناس في 2012. و اعرب مخرج العمل هشام الجباري عن سعادته الكبيرة بعرض المسرحية في الجزائر وإقبال الجمهور عليها موضحا أنها "تعالج بطريقة كوميدية وبسيطة موضوعا شائكا هو صراع الأزواج الذي تعاني منه أغلب الأسر". ومن جهتها أبدت الممثلة جليلة التلمسي مؤدية دور "صفاء" فرحتها الكبيرة بعرض المسرحية في الجزائر مشيرة إلى أن دورها "يلخص قصة صفاء الفتاة المدللة المنحدرة من عائلة غنية والتي يزوجها أبوها برجل اشتراه بفلوسه فهو شخص معدم وضعيف الشخصية وهذا ما جعلها تتحكم فيه". واعتبر الممثل سعيد آيت جابا الذي أدى دور"منير" أن العمل "يؤدي رسالة مفادها أن العنف ليس هو الحل وأن التواصل هو الأهم في الحياة الزوجية وخارجها وليس إلغاء الآخر" مبديا تقديره للجمهور الجزائري والتجاوب الكبير الذي أبداه. الجمهور الذي خرج سعيدا من العرض أبدى إعجابه بالفرقة المغربية حيث قالت جميلة في هذا الصدد وهي من هواة المسرح أن العمل "كان ممتعا للغاية وأن أداء الممثلين كان في المستوى حيث أبدوا احترافية وهم يعالجون قضية صراع الأزواج". وفي نهاية العرض تم تكريم الفرقة حيث سلم لها درع المهرجان الخاص بهذه الطبعة وكانت فرقة "يناير تياترو" من مصر قد تسلمت أيضا درع المهرجان قبيل بداية العرض المغربي. يذكر أن برنامج عروض خارج المنافسة تعرف مشاركة 7 فرق جزائرية و7 فرق أجنبية تمثل 5 دول عربية ومشاركة أوروبية وحيدة ممثلة في تعاون فرقتي "الربوة" من تيزي وزو و"كريارك" الفرنسية وستقام هذه العروض بالعاصمة وولايات أخرى على غرار تلمسان وتيزي وزو والمدية وعنابة ومغنية والقليعة. وتتواصل فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف التي انطلقت السبت الماضي إلى غاية 27 سبتمبر الجاري حيث تتنافس 17 فرقة على مختلف جوائز المسابقة الرسمية.