طالبت روسيا حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعقد اجتماع طارئ لبحث ما نُشر مؤخرا بشأن التفجيرات التي وقعت بخطوط أنابيب نورد ستريم لنقل الغاز، وما تردد من مزاعم بشأن تورط الولاياتالمتحدة ودول غربية فيها. وألحق تفجير في 26 سبتمبر/أيلول 2022 أضرارا بالغة بخطّي نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق، اللذين ينقلان الغاز الروسي إلى أوروبا، وتبادلت روسيا والدول الغربية الاتهامات بشأن المسؤولية عن التفجير. وكُشف لاحقا عن أن الأضرار التي لحقت بخطوط الأنابيب الروسية كانت نتيجة عمل متعمد، لكن الغموض ظل سيد الموقف بشأن الجهة التي تقف خلفه. وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا -في ساعة متأخرة من الليلة الماضية على تليغرام- "هناك حقائق وافرة هنا؛ انفجار خط الأنابيب ووجود دوافع وأدلة حصل عليها صحفيون يمكن استخلاص نتائج منها". وتساءلت زاخاروفا: "إذن متى ستُعقد قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي لبحث الوضع؟" وكان الصحفي الاستقصائي الأميركي سيمور هيرش زعم في تحقيق -حسب صحيفة "تايمز" (The Times) البريطانية- أن غواصين في البحرية الأميركية عمدوا في يونيو/حزيران الماضي -بمساعدة من النرويج- إلى زرع متفجرات على خط الأنابيب، الذي يمتد بين روسيا وألمانيا تحت مياه بحر البلطيق، ليقوموا بتفجيرها بعد 3 أشهر. وذكر هيرش في تحقيقه أن التفجير جاء ضمن عملية سرية أمر بها البيت الأبيض، ونفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA). وكتب الصحفي -الحاصل على جائزة "بوليتزر"- في تدوينة الأربعاء الماضي نقلا عن مصدر مجهول أن التفجير تم بأوامر من الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن البيت الأبيض نفى هذه الادعاءات، ووصفها بأنها "كاذبة تماما ومحض خيال". كما أعاد متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأميركية تأكيد نفي البيت الأبيض، واصفا التقرير بأنه "كاذب تماما وبشكل مطلق". ووصفت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون تحقيق هيرش بأنه "من نسج الخيال". بدورها، قالت وزارة الخارجية النرويجية -ردا على ادعاء هيرش بان أوسلو دعمت العملية- إن "هذه المزاعم كاذبة". وحسب تحقيق هيرش، فإن الغواصين الأميركيين استخدموا تدريبات عسكرية لحلف شمال الأطلسي "في المنطقة غطاء، وزرعوا ألغاما على طول خطوط الأنابيب الروسية وفجروها لاحقا عن بعد". والتدريبات المشار إليها هي تلك التي أُعلن عنها صيف العام الماضي والمعروفة باسم "عمليات البلطيق 22′′، وأجريت في يونيو/حزيران قبالة السواحل الألمانية. ووفقا لتحقيق هيرش، فإن قرار بايدن تفجير خطوط الأنابيب الروسية جاء بعد أكثر من 9 أشهر من التخطيط السري مع أجهزة الأمن القومي الأميركية، مشيرا إلى أنه "طوال ذلك الوقت لم يكن الأمر متعلقا بما إذا كان ينبغي القيام بتلك المهمة، بل بسبل إنجازها، من دون ترك دليل يشير إلى الجهة المسؤولة عنها". وخلصت السويد والدانمارك -اللتان وقعت التفجيرات بمنطقتيهما الاقتصاديتين الخالصتين- إلى أنه تم تفجير خطوط الأنابيب عمدا، لكنهما لم تحددا المسؤول. وفي حين وصفت الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي الحادث بأنه "عمل تخريبي"، اتهمت موسكو الغرب بالمسؤولية عن التفجيرات التي أسفرت عن حدوث تصدعات بالأنابيب، ولم يقدم أي من الجانبين دليلا على ما يقوله. الوسوم الناتو روسيا