سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلام شارك في ضعف الحركة المسرحية المخرج السوري " هشام كفارنة " عضو لجنة تحكيم مهرجان المسرح المحترف: الشعرية هي امتداد للجمال في مختلف أشكاله التعبيرية
أثناء تواجده بالجزائر في إطار الدورة السابعة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف كعضو في لجنة التحكيم ، خصّ المخرج و الناقد و المسرحي " هشام كفارنة " المسار العربي بدردشة تحدث فيها عن تجربته المسرحية وأسلوب عمله، باعتباره مخرجا وكاتبا لنصوصه أيضا. في هذا السياق يقول أن الممارسة المسرحية عنده تقوم على "الشاعرية" التي "تتمظهر" في مختلف عناصر العملية المسرحية المنطوقة منها وغير المنطوقة ، ويميل كفارنة إلى استقدام مختلف الفنون التعبيرية في عروضه المسرحية باعتبار ان الفن الرابع أبو الفنون بامتياز ، و هو يؤمن أيضا أنّ الدراما ولدت أساسا في أحضان الشعر. و اعتبر " كفارنة " أنّ هذه الفنون التعبيرية تتجلى إذا قمنا باستحضار أهم كتاب المسرح في تاريخ العالم لوجدناهم من الشعراء كأسخيلوس سفوكليس شكسبير ..لوركا .. من سوريا مثلا ممدوح عدوان الماغوط..لكن في فترة زمنية معينة أصبحت الحياة فيها أكثر تعقيدا لا حظ للاسترسال الأدبي فيها ، لان ذلك يثقل بعض الشخصيات المسرحية ويحد أحيانا من طبيعة التطور الدرامي في العرض المسرحي لذلك كان لزاما على الكتاب المسرحيين "الشعراء" أن ينتبهوا إلى هذا الأمر وان لا يكون الاستغراق في الشاعرية التي تشكل أغراء .الشعر غواية فلا يجب أن يستسلم الشاعر لهذه الغواية... و دعّم المخرج بشدة مقولة أنّ الشاعرية ليست مرتبطة بالمنطوق"اللغة" بل هي مرتبطة بكافة المفردات والعناصر غير المنطوقة في العرض كالإضاءة والديكور لان الفن مرتبط بالجمال،والشاعرية وحدها كفيلة بنقل هذا الجمال المرتبط بالشفافية والروحانية ، و قد تميزت أعماله باستنادها إلى هذه الروحانية في كل عناصرها من حيث أنّ الشعرية هي امتداد للجمال في مختلف أشكاله التعبيرية سواء كان رقصا أو موسيقى أو ديكورا أو إضاءة..الشاعرية في أعمالي لديها مستويات في العرض لان هدفي أن ينفذ العرض إلى الروح بكل الوسائل الشاعرية الممكنة، و قال إنّ المسرح فن شامل ولا يمكن ان نتصور تشكيلا بدون الشاعرية.. ورقصا بدون شاعرية ..وموسيقى بدون شاعرية ...فالشاعرية بالنسبة له هي روح المسرح.. و لم ينكر المخرج السوري تأثّر أعماله و بحوثه المسرحية بالإسباني " لوركا " ، حيث بيّن " أنا لا أنكر تأثري بهذا المسرحي العالمي ويظهر تأثري من خلال مسرحيته العريقة "بيت برناردا ألبا" من خلال عملي المسرحي الذي كتبته وأخرجته بعنوان"بيت بلا شرفات" في الحقيقة لم يكن اقتباسا ولكن تجدين هناك "تناص" بين نصي ونص لوركا . لقد قدمت نصا مغايرا تماما من ناحية الشكل والمضمون وهو عرض يتناول مجموعة من النسوة اللائي يمارسن السلطة الذكورية بغياب الذكر في هذا البيت، هي قراءة شاعرية ترجمتها بطريقة شاعرية أيضا" . و عاد المخرج للحديث عن العروض الشاعرية التي قدّمها أيضا مثل "طبق الأصل" وهو نص قام صاحبه الدكتور سلطان القاسمي بإعادة صياغة مجموعة من النصوص يدعو من خلالها لإعادة قراءة التاريخ بشكل صحيح وواع والإفادة من القراءة وهناك العرض أخير الذي قدمته وهو "ماتا هاري" وهي شخصية حقيقية عن راقصة هولندية عاشت في جزر الهند ومن ثم في فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى وقد زجوا بها في فخ الجاسوسية حيث اضطرت للعمل كجاسوسة ثم تم الإيقاع بها و محكماتها وإعدامها من قبل نفس الأشخاص الذين ورطوها في الجاسوسية وهو نص مسرحي للدكتور رياض عصمت... كلها نصوص منحت الكثير من العناصر لرسم الخطوط الشاعرية في العرض. و كشف " كفارنة " أنّ هناك مشكلة حول النص المسرحي عندما نحاول استعراض أهم الأسماء لكتاب المسرح في سوريا فمثلا نجد في القائمة هؤلاء الذين برزوا في نهاية الستينات وبداية السبعينات "كسعد الله ونوس فرحان بلبل رياض عصمت علي عقلة عرسان ممدوح عدوان ، و نوّه أنّه حاليا تكاد تخلو الساحة من كتاب جدد باستثناء الذين عملوا في المسرح و لجؤا الى كتابة نصوص عروضهم كطلال نصر الدين الذي رحل مؤخرا والذي كتب"ديك المزابل" التي عرضت في الجزائر.هذا الأمر يرجعنا إلى مسالة العناية بالمسرحي وتسليط الضوء عليه إعلاميا. و ربط المخرج مشكلة المسرح الحالية بالإعلام ، و أشار إلى أن المسرح العربي بشكل عام يكاد يكون بخير رغم غياب الدعم والإعلام " أقول هذا لأنني تابعت بعض العروض العالمية ومقارنة بهؤلاء أجد أن الحركة المسرحية تكاد تكون بخير ما يلزمها حقيقة أن تقوم بعض المؤسسات بتقديم الدعم ، سواء في إنتاج العروض أو ما يتعلق بالترويج والإشهار ونحن جميعا نعرف أن حال المسرح في الوطن العربي ماديا ليس بخير ويتطلب جهد مضاعف. وليس غريبا ان تهرب الكفاءات من المسرح نحو التلفزيون " .