يحتفي مهرجان الدوحة السنيمائي "ترايبكا" بالسينما الجزائرية من خلال عرض مجموعة من الأفلام الجزائرية، وذلك بالتزامن مع ذكرى مرور 50 عاما علىالاستقلال ، كما يحتفي أيضا بإبداعات المخرج الهندي الكبير ياش تشوبرا من خلال عرض فيلمين من إخراجه، وهما "حتى أتنفس هذه الحياة" من بطولة النجم شاروخ خان، و"القلوب الشجاعة ستأخذ العروس". وترأس الممثلة هند صبري لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي يشارك في عضويتها كل من المخرج الهندي أشوتوش جواريكر، والدكتور عماد أمر الله سلطان (نائب المدير العام للشؤون الثقافية في الحي الثقافي كتارا)، والكاتب الجزائري محمد مولسهول، والسينمائية التركية المعروفة يسيم أوستوغلو. وضمن مسابقة الأفلام العربية تشهد الدورة الرابعة مشاركة 27 فيلما، تمثل كلا من مصر وقطر وتونس والجزائر والكويت ولبنان والمغرب والأردن وفلسطين والمملكة العربية السعودية وسوريا. ورصد المهرجان جوائز قيمة للأفلام الفائزة في هذه الدورة، حيث سيحصل أفضل فيلم روائي طويل على 100 ألف دولار. و قد افتتحت الدوحة أول أمس الدورة الرابعة للمهرجان االذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام في سوق واقف -الذي يعد من أبرز الوجهات السياحية في قطر- بأوبريت غنائي يجسد التراث القطري، وفيلم "الأصولي المتردد" لمخرجته ميرا ناير ، واستقطبت السجادة الحمراء قبل بدء المهرجان نخبة من أبرز النجوم العرب والعالميين في صناعة السينما من ممثلين ومخرجين وصناع للسينما. ويقدم المهرجان هذا العام أكثر من 85 فيلما، من 34 دولة حول العالم، لتزويد الجمهور بتجربة ثقافية شاملة، وقد تم تمديد فترته إلى ثمانية أيام بعدما كانت أربعة أيام في دوراته السابقة، وذلك لإفساح المجال لعشاق السينما لمشاهدة أكبر عدد ممكن من الأعمال الإبداعية. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام عبد العزيز الخاطر إن المؤسسة تهدف إلى أن يكون المهرجان منصة حيوية لعرض أفضل الإنتاج السينمائي العالمي على الجمهور المحلي، وتعريف العالم على المواهب العربية والمحلية، وإتاحة الفرصة للكشف عن إبداعاتهم ، وأضاف "أطلقت المؤسسة مجموعة من المبادرات التي ترمي إلى تعزيز صناعة السينما ودعم المواهب، من خلال عدة برامج تمثلت في مسابقة الأفلام العربية، وحوارات الدوحة، ومشاريع الدوحة، ووحدة تطوير أفلام الخليج، والعديد من الورش". وعرض المهرجان في حفل الافتتاح فيلم "الأصولي المتردد" للمخرجة الهندية ميرا ناير، وهو مأخوذ من رواية باكستانية شهيرة بنفس الاسم للكاتب محسن حميد ترجمت إلى لغات عدة، وتدور أحداث الفيلم حول شخصية الشاب الباكستاني "تشانجيز" الذي يسعى لتحقيق النجاح في حي المال وول ستريت بنيويورك، لكن أحداث 11 سبتمبر 2001 تقلب حياته رأسا على عقب. ، ويجد "تشانجيز" نفسه واقعا في متناقضات عدة، بين رغبته في تحقيق الحلم الأميركي بالثراء في مجتمع الأعمال والمال، والشبهات "الإرهابية" التي تحوم حوله، وارتباطه بأسرته التي لا تزال تقيم في باكستان، خصوصا أنه يجد نفسه طرفا في عملية اختطاف واحتجاز رهائن ولو من غير إرادته. وألقى وزير الثقافة عبد العزيز بن حمد الكواري كلمة الافتتاح التي بدأها بتحية لأهالي غزة، قائلا لهم "أنتم معنا"، وأشاد الوزير بأهمية دور السينما في حياة الشعوب وفي حوار الحضارات، مثمنا دور الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني في ما وصل إليه مهرجان الدوحة الذي "أصبح علامة بارزة بين المهرجانات العالمية".وأضاف "إن منطقتنا كانت بحاجة لمثل هذا المهرجان، وقد كان إخواننا العرب يشتكون لعدم وجود من يحتضن كفاءاتهم وقدراتهم ومواهبهم واستعدادهم للعطاء، فها هي الدوحة تحتضنهم وتقول لهم أهلا وسهلا". وذكّر بأن المهرجان العام الماضي كان في الحي الثقافي "كتارا"، الذي وصفه بأنه صرح من صروح الثقافة العربية وتفاعلها مع الثقافات الأخرى، وها هو المهرجان اليوم يقام في حي ثقافي آخر "سوق واقف" الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، وما يمثله في ماضي وتراث قطر.