حذر أمس موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية من العزوف عن الانتخابات و مقاطعتها ، منبها مناضلي الحزب و المواطنين إلى التداعيات السلبية لذلك على الانتخابات المحلية المقبلة ، و ما سينجر عنها بحسبه من إتاحة الفرصة « لأحزاب السلطة « في إدارة مخططها بتضخيم الأرقام و أعداد الناخبين و تزوير النتائج لصالحها خدمة للنظام الحالي . و في هذا السياق دعا موسى تواتي في تجمع شعبي بدار الشباب الطاهر خليفي بولاية برج بوعريريج المناضلين و المتعاطفين مع حزبه إلى ضرورة التجند لتعبئة المواطنين من اجل الإقبال بقوة على صناديق الاقتراع و التعبير عن أصواتهم و اختيار الأشخاص الأوفياء لمسؤولياتهم اتجاه الشعب خدمة للمنفعة العامة و دفعا للتنمية المحلية التي تبقى معطلة بحسب رئيس حزب الأفانا . و اعتبر الإقبال الكبير للمواطنين على صناديق الانتخاب و مراقبة مراكز التصويت و فرز الأصوات ، خير سبيل للوقوف في وجه الإنتهازيين و « الخطط التي تدار في الظل لصالح النظام « الذي يعمل جاهدا بحسب رئيس الأفانا لتزوير الانتخابات لصالح الأحزاب التي يرى أنها تخدمه ، و بالتالي استمرار تبعية المنتخبين في خدمة الإدارة و بقاء الوضع على حاله . رئيس الأفانا قال أنه قد أصبح من الواجب في الوقت الراهن استشارة الشعب في نوعية النظام الذي يريده لبسط سلطته و تحقيق العدالة الاجتماعية ، داعيا كل الجهات بالذهاب إلى ميثاق وطني لتحديد مفهوم الدولة الجزائرية ، معربا عن قناعة حزبه بكون النظام البرلماني هو الأنجع و الأصح ، في وقت عرج بالقول « كيف لأحزاب فتية و وليدة البارحة أن تستشيرها السلطة في تحديد نوعية النظام لو لم تكن لهذه السلطة نوايا في إبقاء النظام الشبه رئاسي « . تواتي تحدث كذلك عن تضحيات الآباء و الأجداد لتحرير الجزائر من المستعمر متسائلا عن مدى الوفاء لهذه التضحيات بعد خمسين سنة من الاستقلال ، و صف واقعها بصورة سوداوية في مختلف المجالات ، و طالب من فرنسا التحلي بالشجاعة و الإعتذار عن جرائمها في الجزائر إبان الحقبة الاستعمارية ، و عدم التماطل في ذلك و أخذ العبرة من ألمانيا التي اعتذرت عن جرائمها لفرنسا .