من المنتظر أن يبلغ انتاج زيت الزيتون في 2012 أو يتجاوز 45.000 طن حسب تقديرات المعهد التقني للأشجار المثمرة و الكروم الذي يراهن على ارتفاع محصول زيتون المائدة. و أكد مدير المعهد السيد محمد منديل أن "حملة انتاج الزيوت 2012-13 ستكون أفضل بكثير من السنة الماضية لأننا نأمل في بلوغ 45.000 طن من زيت الزيتون". و انخفض انتاج زيت الزيتون ب 41 بالمئة خلال حملة 2011-2012 أي ب 39.558 طن مقابل محصول قياسي (66.981 طن) في 2010/11. و يخضع انتاج الزيوت في الجزائر إلى "ظاهرة التناوب" أي محصول جيد متبوع غالبا بسنة أقل وفرة بسبب الطابع الموسع لهذه الزراعة و الممارسات التقليدية. و من جهته أكد مدير الإحصائيات الفلاحية بوزارة الفلاحة و التنمية الريفية السيد حسين عبد الغفور أن انتاج زيتون المائدة يرتفع كل سنة ما بين 5 و 6 بالمئة. و حسب احصائيات الوزارة يمثل محصول زيتون المائدة 4ر1 مليون قنطار من أصل انتاج اجمالي يقدر ب 9ر3 مليون قنطار. و أوضح السيد منديل أن "الانتاج يرتفع سنة بعد سنة بفضل حقول جديدة دخلت مرحلة الانتاج بحيث توسعت المساحة من 165.000 هكتار في 2000 إلى 400.000 هكتارات حاليا". و على عكس البلدان المجاورة مثل تونس و المغرب فإن صادرات الجزائر من زيت الزيتون تبقى متواضعة بحيث لا تتجاوز 2.500 طن سنويا نحو فرنسا و كندا و بلجيكا و بعض المحاولات مؤخرا نحو الصين. و حسب مدير المعهد فإن الاستهلاك المحلي يزداد أكثر فأكثر موضحا أنه "بالنظر إلى ارتفاع سعر هذا المنتوج يعمل المنتجون على البيع بالسوق الوطنية بدل الخارج". و قال أنه يعارض انتاج زيت الزيتون المكثف (1.800 غرسة/الهكتار) و يتم تطبيق هذه التقنية في عدة بلدان مثل تونس و المغرب واسبانيا الذي ليس بحاجة إلى مساحات كبيرة و إنما يتسبب في مشاكل بيئية. و في إشارة إلى برنامج مليون شجرة زيتون التي يعتزم القطاع تحقيقها في آفاق 2014 أكد مدير المعهد أن تحقيق هذا المشروع يستجيب لبعض الشروط الاقتصادية و الاجتماعية أي انتاج زيت بسعر معقول و تحسين الوضع الاقتصادي و الاجتماعي للسكان الريفيين. و أشار في هذا الصدد إلى "المستثمرات الصغيرة في القرى التي يمكنها المساهمة في تنويع انتاج السكان المحليين و السماح لهم بالتوفر على مكمل غذائي في فئة الدسم". و أكد ذات المسؤول أن "قطاع الفلاحة يحاول أن يجعل الجزائريين يستفيدون من زراعة الزيتون بشكل مسدام معتبرا أن الجزائر "لم تكن ملزمة" بتطوير نظام هذا الانتاج (المكثف) الذي "بين فشله" في بلدان أخرى. و أضاف أن "ما لا يقوله الناس هو أن تجربة زراعة الزيتون المكثفة بتونس و المغرب توقفت في حين تبيع العديد من المؤسسات براءاتها في اسبانيا". و قال في هذا الصدد "يمكننا تطوير زراعة الزيتون بمناذج خاصة بنا من شأنها استحداث مناصب شغل" معتبرا أن زراعة الزيتون "التقليدية" توفر 170 يوما من مناصب الشغل في الهكتار سنويا.