يعتبر المنتدى المتوسطي الأول لزراعة الزيتون الذي سيعقد يومي 29 و30 مارس بالجزائر، فرصة سانحة بالنسبة للجزائر لضبط هذا الفرع الأولوي واستخلاص العبر من تجارب البلدان المتوسطية الأخرى الرائدة في الأسواق العالمية لهذا المنتوج. وسيخصص اليوم الأول من هذا اللقاء لتقديم الوضعية العالمية لزارعة الزيتون، من طرف ممثل المجلس الدولي لزراعة الزيتون وتجارب بعض البلدان المتوسطية ومن بينها الجزائر وتونس والمغرب وإيطاليا. وسيتطرق مهنيو هذا الفرع الصناعي الغذائي خلال اليوم الثاني من الأشغال، إلى الجانب التقني والصناعي (التحويل والتعليب) وكذا إلى مشروع تأسيس علامة تجارية لزيت الزيتون الجزائرية. وسيساهم هذا اللقاء بالنسبة للجزائر، في إرساء قواعد منظمة مهنية لفرع زراعة الزيتون على غرار التعاونية المهنية المشتركة للحبوب والخضر الجافة التي شهدت خلال السنوات العشر الأخيرة تطورا معتبرا في مجال الإنتاج. وأوضح المدير العام للمعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم، محمود منديل، أن الأمر يتعلق بدراسة تجارب البلدان الأخرى والإستفادة منها في مجال "تطوير زراعة الزيتون وتنظيم التعاون بين المهنيين الناشطين في هذا المجال"، مضيفا أن الجزائر ضاعفت قدرتها بأربع مرات، حيث انتقلت من 100 شجيرة في الهكتار الواحد خلال سنة 2000 إلى 400 شجيرة في الهكتار الواحد حاليا، مشيرا إلى أن هذه التقنية الجديدة تتطلب تقنيات خاصة. وقد استفاد الفرع الوطني لزراعة الزيتون من برنامج حول التطوير المكثف لزراعة الزيتون (2006 2008) تلاه برنامج ثان خاص بالفترة 2009 2014. وخص البرنامج الأول 15 ولاية سهبية ومن المنطقة القريبة من الصحراء سيما الوادي وبشار وبسكرة وغرداية. أما البرنامج الثاني فيتعلق سيما بالدعم التقني للفرع ابتداء من إنتاج الشتائل إلى عملية الزرع مرورا بتجهيزات الإنتاج والتخزين والطاحونات والتعاونيات. وأوضح منديل أن الهدف يتمثل في زرع 500.000 هكتار من أشجار الزيتون قبل سنة 2014 مقابل 300.000 هكتار حاليا و165.000 هكتار في سنة 2000. ولتحقيق ذلك حددت الأطراف المكلفة بإنجاز هذا المشروع، من بينها المعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم الذي يضمن التنسيق التقني قصد تطوير زراعة الزيتون، مستثمرتين "مرجعيتين" بكل ولاية بهدف المشاركة في التعميم الجواري. للتذكير، فإن الجزائر تستهلك 500.000 طن من الزيوت سنويا، من بينها 10 بالمائة من زيت الزيتون. للإشارة، فإن إنتاج زيت الزيتون انتقل من 19.000 طن في سنة 1997 إلى معدل 35.000 طن خلال السنوات العشرة الأخيرة. هذا، وسجلت الحملة 2008 2009 التي تشرف على نهايتها، إنتاجا قياسيا بلغ 56.201 طن من زيت الزيتون. وفيما يخص الإنتاج، تحتل الجزائر المرتبة الخامسة على مستوى المتوسط بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان وتونس.