دعا ممثل المديرية العامة للموارد الغابية بالبرتغال السيد فانسيسكو ريغو بباتنة خلال الورشة المتوسطية حول حرائق الغابات إلى ضرورة استعمال تقنيات النيران المضادة لمجابهة حرائق الغابات ومحاربتها بدول البحر الأبيض المتوسط. و استعرض السيد ريغومساء تجربة بلاده الناجحة في هذا المجال والتي مكنت ليس فقط من مكافحة الحرائق الغابية وإنما ساهمت أيضا في تنمية الغطاء النباتي و المحافظة على الغابات بالبرتغال ومضاعفة مساحاتها. و لم يخف المتحدث بأن التعاون الدولي في هذا الميدان لاسيما مع الأرجنتين ساهم في تحكم البرتغاليين في تقنية إدارة النيران ليتم اقتراحها فيما بعد كأداة فعالة قصد التحكم في الحرائق الغابية بأوروبا. لكن النتائج الأكيدة لهذه التقنية تتوقف على طريق استعمالها التي يستوجب أن تكون بطريقة مهنية يضيف السيد ريغو الذي شدد على ضرورة تكوين مختصين في الغابات والحماية المدنية على إدارة النيران التي قد يكون إلى جانب آثارها السلبية آثار أخرى إيجابية على النظم البيئية. فمن خلال قطع الغابات بخطوط أفقية تكون حاجزا أمام امتداد النيران في حالة نشوب حريق كما أن استخدام النار بطرق خاصة وحذرة ومساحات محددة لتنظيف الغابة ومحيطها وأيضا في مكافحة الحرائق الكبرى لكن على أيدي مختصين متدربين على هذه التقنية التي تتطلب دراية وحرص كبيرين يضيف ذات المتدخل. ورأى السيد ريغو بأن إدارة النيران وحسن تسييرها وفق التجربة البرتغالية وعلى أيدي مهنيين سيحدث تقدما كبيرا في مجال مكافحة حرائق الغابات بدول البحر الأبيض المتوسط. أما المختصة في العلوم الغابية والإيكولوجية الطبيعية والإحصائية من جامعة مدريد (إسبانيا) السيدة إينيليا مارتن فرأت بأن آثار الحرائق على هذه البقعة من العالم كانت كارثية في السنوات الأخيرة. فعدد الحرائق والمساحات المتلفة بدول البحر الأبيض المتوسط تضيف ذات المختصة أصبحت تدعو حقيقة إلى القلق لاسيما وأن المتسبب الرئيسي في حدوثها هو الإنسان إلى جانب عوامل أخرى كهشاشة السطح النباتي وتغير المناخ. واعتبرت الخبيرة الإسبانية بأن تقصي أسباب حدوث هذه الحرائق ومعرفتها يعد مساهمة كبيرة في الوقاية منها باعتبار أن أغلب الحرائق المندلعة بهذه الدول تبقى مجهولة السبب داعية في ذات السياق إلى تكثيف الدراسات حول وضع احتمالات وقوع هذه الظاهرة وافتراض حلول مسبقة لها للتخفيف من أضرارها. وتم التطرق خلال اليوم الأول من أشغال الورشة التي أشرف على افتتاحها المدير العام للغابات رفقة السلطات المحلية إلى الدور الذي تلعبه مصالح الرصد الجوي في وضع معطيات للوقاية من أخطار هذه الحرائق الغابية. و قدم في هذا السياق ممثل وزارة الفلاحة بفرنسا السيد باتريك دو بلوند التجربة الفرنسية لمجابهة هذه الظاهرة إلى آفاق سنة 2040 بالاعتماد على مؤشرات منها حساسية التربة ودرجة مقاومة النباتات والأشجار والتغير في درجات الحرارة وذلك بمساهمة تقنيي الأرصاد الجوي بفرنسا حيث تم التوصل إلى وضع التوقعات المستقبلية لهذه الأخطارانطلاقا من دراسة ميدانية لسنوات سابقة. وستتواصل أشغال هذا اللقاء الجهوي المتوسطي إلى غاية اليوم حيث يعرف مشاركة نوعية لخبراء في الغابات ومكافحة الحرائق قدموا من عديد دول البحر الأبيض المتوسط. تجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة بادرت إلى تنظيمها المديرية العامة للغابات بالتنسيق مع التعاون الألماني للتنمية والمنظمة العالمية للزراعة والتغذية "الفاو".