دق مدير الوقاية بالمديرية العامة للغابات، عمار بومزبر، ناقوس خطر النيران الذي يتهدد الغطاء الغابي الوطني، موضحا أن مساحات شاسعة من الغابات والأحراش تلتهمها ألسنة النيران سنويا، رغم كل المجهودات التي تبذلها المصالح المشتركة والقطاعية المعنية بهذا المجال. وقال بومزبر، أمس، في تصريحات أدلى بها لبرنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية، إن غطاء غابي بأزيد من 271 ألف هكتار أتلف بفعل الحرائق في الفترة التي تمتد ما بين سنتي 2000 و2010 ما يمثل نسبة 4 في المائة من إجمالي الغطاء الغابي الموجود بالبلاد والذي تزيد مساحته الإجمالية عن 4.7 مليون هكتار. الظاهرة متوسطية وتحتاج تنسيقا إقليميا وأفاد بومزبر أن ظاهرة الحرائق التي تجتاح سنويا بلدان منطقة حوض الأبيض المتوسط قضت على 5821 ألف هكتار من الغطاء النباتي منذ الفاتح جوان الماضي وإلى غاية 15من شهر جويلية الجاري، منها أزيد من 1600 هكتار عبارة عن مساحات غابية، لذلك شدد المتحدث على ضرورة تنسيق جهود الوقاية والمكافحة. وقد قلل ذات المتحدث من أهمية الخسائر المسجلة هذا الموسم في الجزائر، مؤكدا أنها تقلصت وبشكل محسوس مقارنة بحجم الخسائر التي سجلت خلال نفس الفترة من العام الماضي 2009، مؤكدا أن الإمكانيات والمعدات اللوجستيكية والقوى البشرية التي سخرتها المديرية العامة للغابات بهدف دعم وتعزيز برامج الوقاية أتت النتائج المرجوة ويامل أن يتم التقليص من حجم الخسائر في غضون السنوات المقبلة. وكانت إحصائيات المديرية العامة للغابات قد بينت في آخر تقاريرها المسحية أن النيران تسبّبت في إتلاف 26183 هكتار من الغابات، وذلك جراء 2358 حريق شبّ السنة الماضية، وتم تسجيل 1031 حريق على مستوى العاصمة، أتت على مساحة هكتار من الغطاء النّباتي، مقابل 2378 حريق، أتلفت 26015 هكتار من الأراضي سنة 2008. تقنيات حديثة أتت بنتائج مرضية وأضاف مدير الوقاية بالمديرية العام للغابات، أنه تم خلال حملة 2010 استخدام تقنيات حديثة هي من فئة التجهيزات العصرية المتوصل إليها، على غرار نظام الرصد عبر الأقمار الاصطناعية وتسييرها وتقدير المساحات التي تجتاحها الحرائق ونسبة نمو النباتات، وتجريب هذه التقنية التي وضعت بالتعاون مع الوكالة الفضائية الجزائرية على مستوى الغزوات ولاية تلمسان، قبل أن تتسع لتشمل كامل تراب الولاية وولاية سيدي بلعباس، مشيرا إلى أن هذا الجهاز شرع في استغلاله عمليا ابتداء من نهاية شهر جوان الماضي إلى غاية شهر أكتوبر المقبل، على مستوى المرتفعات الغابية ب 5800 عامل. مخطط وطني لتشجير 1.2 مليون هكتار على مدى 20 سنة المقبلة وبهدف تعويض المساحات المتلفة والحفاظ على الغطاء النباتي الذي ينمو بشكل بطيء جدا في الجزائر، أكد ذات المسؤول أن المديرية العامة للغابات أطلقت مؤخرا مخططا وطنيا للتشجير الذي يمتد على مدار 20 سنة يهدف إلى تشجير 1.25 مليون هكتار بوتيرة 100 ألف هكتار في السنة، كما تم تجنيد 456 فرقة متحركة تضم 2229 شخص و375 مركز مراقبة و2144 منبع بالقرب من الغابات، على مدار الفترة الممتدة بين الفاتح جوان و31 أكتوبر. تسخير جهاز لوجيستيكي هام في حملة الوقاية 2010 كما تعززت مصالح الغابات بشبكة اتصال عن طريق الراديو، تسمح لمراكز المراقبة بالإبلاغ بسرعة عن الحرائق وتعزيز التنسيق بين مختلف مراكز التدخّل، وكذا تعبئة إمكانيات المكافحة. على صعيد متصل، قال بومزبر إن المديرية العامة للغابات حضّرت لموسم الاصطياف 2010 جهازا هاما لمكافحة حرائق الغابات، يرتكز على التحسيس والوقاية، من خلال عمليات صيانة وإزالة الأعشاب الرديئة وتنظيم اجتماعات جهوية، إلى جانب إصدار 40 قرارا ولائيا وتنصيب 40 لجنة ولائية.