أبرز المشاركون في ملتقى طبي وطني بجامعة الأغواط أهمية التشخيص المبكر لمعالجة الإضطرابات اللغوية لدى الأطفال. و أوضح في هذا الصدد الدكتور بلقاسم بلبالي وهو طبيب أخصائي في أمراض الأذن والحنجرة والأنف في مداخلة له في هذا اللقاء الذي ينظم تحت عنوان "إضطرابات اللغة و الكلام و الصوت - واقع التشخيص وسبل التكفل" أن إمكانيات التشخيص المبكر متوفرة بكافة المراكز والعيادات الصحية سواء العمومية منها أو الخاصة مما يستدعي كما أضاف تفعيلها لتسهيل سبل التكفل بالأطفال المصابين بالإضطرابات اللغوية. و يرى المتدخل "أن جل حالات الإضطرابات اللغوية ناتجة عن نقص السمع مضيفا أن التكاليف الباهضة لزرع القوقعة يحول دون استخدام هذه الأخيرة "مما يجعل من تدخل الدولة ضرورة بالغة" . و أشار في نفس الوقت إلى عدم إلزامية تعميم التشخيص على كافة الأطفال باستنثاء من يتعرض منهم لحوادث أثناء الولادة أو أبناء زواج الأقارب. و من جهته تطرق الدكتور بوداود حسيني من جامعة الأغواط إلى عوامل الإضطراب اللغوي والمتمثلة أساسا في عوامل عضوية وأخرى إجتماعية ووظيفية نفسية حيث تستحوذ هذه الأخيرة على الحيز الأكبر من معظم حالات الإضطراب لدى الأطفال الأمر الذي يحتم كما قال البحث في الخلل العقلي وطبيعة الإنتاج الفكري عند المصاب وكذا الجانب العاطفي الإنفعالي لديه. و شدد الدكتور حسيني في هذا الصدد على دور الأخصائيين الأرطفونيين في مواجهة تفاقم حالات الإضطراب اللغوي من خلال إيجاد أخصائيين عبر كل المؤسسات التربوية والعيادات الصحية موضحا أن "العديد من المصابين كان بالإمكان معالجتهم في المراحل الأولى من العمر لكن الإهمال أخر كثيرا فرص التكفل بهم". و كشف بدوره الدكتور تعوينات علي من جامعة الجزائر2 عن نسبة تترواح ما بين 8 و 10 في المائة من أطفال المدارس الإبتدائية ممن يعانون من اضطرابات لغوية شفوية نطقية أو مكتوبة وباعتبار اللغة أداة وموضوع للتعلم فإن " أي نقص في التحكم في اللغة يؤدي إلى ظهور مشكلة تعليمية" على حد قوله. و تتواصل أشغال هذا الملتقى العلمي لمدة يومين لبحث محورين رئيسيين وهما " الأرطفونيا و طبيعة اضطرابات التخاطب" و "التناول العيادي و العلاجي لاضطرابات اللغة والصوت". و سيتم إثراء هذين المحورين من خلال إلقاء عديد المداخلات من بينها "فاعلية التكوين الجامعي للأخصائي الأرطفوني" و "تأثيرات اللغة الأولى في عملية التواصل باللغة المدرسية لدى تلاميذ التعليم الإبتدائي". و ينشط أشغال الملتقى الوطني حول "اضطرابات اللغة والكلام والصوت- واقع التشخيص وسبل التكفل" الذي تنظمه كلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية بجامعة "عمار ثليجي" ثلة من الأساتذة والأخصائيين من مختلف جامعات الوطن .