كشفت الأخصائية في علم الأرطوفونيا، لامية بن موسى حنطابلي، في لقاء مع ''الخبر''، عن توصّلها إلى إعداد برنامج معلوماتي حديث لتشخيص وعلاج الاضطرابات الصوتية والنطقية، سيُمكّن المرضى من العلاج بتكاليف أقلّ من الخارج، في حال ما إذا نجحت في إنشاء مخبر لها في الجزائر. قالت حنطابلي، إن برنامجها تمخّض عن موضوع رسالة دكتوراه، أشرفت عليها الأستاذة نصيرة زلال، بجامعة الجزائر 2 ببوزريعة في العاصمة، تحت عنوان ''الاضطرابات الصوتية في الوسط العيادي الجزائري: تناول معرفي إيكوستيكي للتشخيص والعلاج من خلال تقديم أو اقتراح أول برنامج معلوماتي للاضطرابات الصوتية متعدّدة اللغات، فرنسية وعربية وأمازيغية''. وأضافت أن برنامجها الذي يُعدّ الأول من نوعه في الجزائر، يرمي إلى تصحيح الصورة والنطق الطبيعيين لمستأصلي الحنجرة الكلي، التأتأة، شقّ الحناكي، الاضطرابات الصوتية والنطقية وغيرها. كما أنه يخضع لمنهجية علمية محضة، تشمل تقنيتين، الأولى علاجية والثانية معلوماتية. علما أن كليهما تندرجان ضمن العلوم العصبية المعرفية. وعن المراحل التي تمرّ بها هذه المنهجية، التي تُشكّل في مجملها النظام المعرفي في العلوم العصبية، ذكرت المتحدثة كلاّ من التنبيه، التركيز، الإدراك، تخزين المعلومة في الذاكرة، وأخيرا الاسترجاع الجيّد بعد فترة. مُشيرة، من جهة أخرى، إلى أن برنامجها الذي دعّمته باللغتين العربية والأمازيغية، بعد أن كان يقتصر على اللغة الفرنسية سابقا، أفضى إلى نتائج إيجابية، تأتّت من معاينة 18 حالة مرضية (من 5 سنوات إلى 75 سنة)، مسّت مستأصلي الحنجرة الكلي، المصابين بشلل الأحبال الصوتية، وكذا البحّة الصوتية عند الطفل، والبحّة الصوتية الناجمة عن اضطراب عصبي. وذلك على مستوى المستشفى الجامعي لبني مسوس في الجزائر العاصمة، الذي شهد، في البداية، معاينة 600 حالة عادية، أُجريت على 200 ذكور، 200 إناث و200 طفل، تتراوح أعمارهم ما بين 5 سنوات و75 سنة. كما أفادت حنطابلي، أن العلاج الذي يقترحه البرنامج طبيعي مائة بالمائة، ''فأنا أتجنّب استعمال أيّ شكل من أشكال الأدوية، بل أُركّز على العلاج الطبيعي دون سواه''. وتابعت مُعقّبة: ''أطمح لإنشاء مخبر في الجزائر لتشخيص وعلاج الاضطرابات الصوتية والنطقية، حتى يتسنّى للمرضى العلاج بتكاليف أقلّ من الخارج''.