خصصت وسائل الإعلام العربية والاسبانية والفرنسية والمغربية، حيزا هاما للقرار "التاريخي" الذي صادق عليه البرلمان السويدي ، متوقفة عند دعوته للحكومة السويدية الى "الاعتراف" بالدولة الصحراوية، وأجمعت وسائل الاعلام في معالجتها على أهمية "الخطوة وما تحمله من رسائل" ذات مغازي دبلوماسية وسياسية لابد ان تكون لها بنظر المراقبين "تداعيات" على القضية الصحراوية على المسرح الدولي . وفي هذا السياق لاحظت صحيفة القدس العربي اللندنية ان اعتراف البرلمان السويدي بالجمهورية الصحراوية شكل "نكسة" للدبلوماسية المغربية و"انتصارا" لجبهة البوليساريو التي تحاول توسيع هذا الاعتراف أوروبيا وأبرزت ان اللائحة التي قدمتها فرق الأحزاب المعارضة وهي الحزب الاجتماعي الديمقراطي وحزب الخضر وتحالف ضد الطبيعة وحزب الديمقراطيين السويديين وشاركت به ايضا فرق الأحزاب المشكلة للإئتلاف، حظيت بمصادقة الأغلبية حيث جاء في بيان تفسير التصويت والمتضمن لأربعة نقط ان الاعتراف جاء ردا على "تعنت المغرب في عرقلة الاستفتاء". وأوضحت جريدة القدس ان سلطات وتأثير البرلمانات الأوروبية وتحاشي الحكومات التصادم معها يعطي لقرار البرلمان السويدي انعكاساته السلبية على الموقف الدبلوماسي المغربي في ظل تحرك مكثف لجبهة البوليساريو بالعواصم الأوروبية، خاصة بالدول الاسكندنافية مستندة بتقارير منظمات دولية حول حقوق الانسان و"حق الشعوب بتقرير المصير والديمقراطية". صحيفة الشرق الأوسط اللندنية التي عنونت مقالها ب: البرلمان السويدي يدعو حكومة بلاده إلى الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، أبرزت الصحيفة ان أهمية القرار تكمن في أن برلمانات دول أوروبا الشمالية مثل النرويج والدنمارك وفنلندا قدد تتخذ بدورها قرارات الاعتراف بالجمهورية الصحراوية. بدورها خصصت الصحافة الاسبانية حيزا كبيرا لقرار البرلمان السويدي الذي اعتبرته تحولا في القارة الأوروبية وأبرزت وسائل الإعلام الاسبانية ان القرار يدعو إلى الاعتراف باستقلال الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وأكدت وسائل الاعلام الاسبانية ان البرلمان السويدي يعتبر الأول الذي يعلن اعترافه باستقلال الجمهورية الصحراوية. وقالت وسائل الاعلام ان القرار "رسالة واضحة" بأن أوروبا لا يمكن أن تبقى "متجاهلة للتعنت" المغربي وبالتالي تؤكد ان احترام حقوق الشعب الصحراوي ودعم القانون الدولي لحل للنزاع أساسية. وفي ايطاليا حضر القرار في مختلف وسائل الاعلام كما حضر في خطاب الجمعيات والهيئات المتضامنة مع الشعب الصحراوي، بخاصة تلك الداعية الى الاعتراف الدبلوماسي بجبهة البوليساريو والتي سبق وان وجهت ملتمسا للحكومة في هذا الاطار. بدورها خصصت وكالة الأنباء الفرنسية حيزا مهما للقرار مبرزة ان البرلمان السويد أقر توصية تؤكد أن "على السويد أن تعترف في أسرع وقت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، دولة حرة ومستقلة"، و"عليها أيضاً أن تعمل من أجل ذلك داخل الاتحاد الأوروبي". ووصف متحدث باسم الحكومة السويدية للوكالة الفرنسة القرار بالمهم مؤكدا ان الحكومة ستنظر فيه وسيصدر رد". وأبرزت وكالة الانباء الفرنسية ان البرلمان السويدي هو الأول داخل الاتحاد الأوروبي الذي يطلب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية. بدورها أولت وسائل الإعلام الجزائرية الصادرة اليوم السبت اهتماما واسع للقرار، مبرزة إشادة الحكومة الصحراوية به وأكدت الصحافة الجزائرية ان القرار يعكس بصفة جلية أن المجتمع الدولي أصبح لا يتحمل "تعنت" المحتل المغربي ورفضه للشرعية الدولية واحتلاله لأجزاء هامة من تراب الجمهورية الصحراوية، البلد العضو في الاتحاد الإفريقي الذي تعترف به أزيد من 80 دولة عبر العالم". صحيفة الف بوست الالكترونية أكدت ان قرار البرلمان السويدي ادخل نزاع الصحراء الغربية منعطفا حساسا للغاية إن لم يكن خطيرا حيث بدأ البوليساريو يحقق تقدما في الساحة الدولية، بينما يستمر المغرب في ترديد خطاب قديم لا يتماشى والتطورات الحالية ولا المقبلة. وأبرزت الصحيفة في مقال نشرته السبت انه "ومهما حاولت السلطات المغربية التقليل من اعتراف البرلمان السويدي بالجمهورية الصحراوية، فهذا الاعتراف يبقى "ضربة خطيرة" بكل المقاييس و يأتي بعد سلسلة من التحديات والهزائم التي تعرض لها المغرب في الجبهة الأوروبية في أقل من سنة، كإلغاء البرلمان الأوروبي اتفاقية الصيد البحري بسبب الصحراء الغربية، وتعاظمت المعارضة لاتفاقية الزراعة بسبب الصحراء الغربية كذلك، كما قام الرئيس الارلندي باستقبال الرئيس الصحراوي في أول سابقة من نوعها. وأضاف الموقع ان القرار قد يشكل مقدمة محتملة لعدوى لاعترافات متوالية قد تصدر مستقبلا عن برلمانات أخرى في دول شمال أوروبا، ولا يمكن استبعاد الموقف عينه من حكومات تصل إلى السلطة ومشكلة من أحزاب متعاطفة مع جبهة البوليساريو. وخلص الموقع ان المغرب فشل فشلا ذريعا في اقناع العالم بمقترحه الأخير، فواشنطن لم يسبق لها أن أيدته وكاد سفراؤها في مجلس الأمن أن يفرضوا الاستفتاء على المغرب. واسبانيا تشدد أنها مع تقرير المصير، وفرنسا لا تفعل شيئا لجعل المقترح المغربي بديلا عن الاستفتاء في قرارات مجلس الأمن، كما لا تتبنى أي دولة غربية موقف المغرب. من جهته، ابرز الكاتب الصحفي المغربي علي انزولا في مقال نشره في موقع "لكم" الإخباري إنه من المؤكد أن البرلمان السويدي أقر توصية تؤكد على أن يتم الاعتراف" في أسرع وقت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كدولة حرة ومستقلة" وتلح على العمل من اجل حمل الاتحاد الأوروبي على أن يحذو حذوها. وقال الكاتب انه منذ تصويت البرلمان السويدي، كأول برلمان أوروبي على توصية من هذا القبيل، والحكومة المغربية تحاول "تبرير" فشل دبلوماسيتها. وكل ما نجحت فيه حتى الآن هو "إخفاء الحقيقة" عن الرأي العام المغربي. وأعتبر الصحفي ان ما حصل يمثل "ضربة قوية" للدبلوماسية المغربية، مع توالي الصفعات التي يتلقاها المغرب، مذكرا انه قبل البرلمان السويدي استقبلت حكومة إيرلندا مسؤولين عن جبهة البوليساريو بقيادة أمينها العام محمد عبد العزيز. بدوره أكد الصحفي حسين مجدوبي في تحليل له نشره في الموقع الإخباري "الف بوست" ان قرار البرلمان يمثل ثمرة للاستراتيجية السياسية والإعلامية التي تنتهجها جبهة البوليساريو بذكاء. وابرز الكاتب ان قرار اعتراف البرلمان السويدي يعتبر منعطفا جديدا في الصراع القائم بين المغرب والبوليساريو في الحرب الدبلوماسية القائمة بينهما، وهو تحدي آخر ينضاف إلى إقناع البرلمان الأوروبي بإلغاء اتفاقية الصيد البحري مع المغرب لأنها تتضمن مياه الصحراء الغربية. وتوقف المقال عند أهمية القرار، مبرزا ان القرار تحصل على الأغلبية المطلقة بما في ذلك أصوات نواب الأحزاب المحافظة المشكلة الإئتلاف الحكومي، كما انه يمثل مدخلا نحو إقناع برلمانات أخرى في منطقة اسكندنافيا مثل النرويج والدنمارك وفنلندا علاوة على برلمانات أخرى مثل إيرلندا بتقديم ملتمسات للاعتراف بالجمهورية الصحراوية. وأعرب الكاتب عن يقينه ان القرار سيدفع بنواب عديد البرلمانات الأوروبية الى مدافعين عن جبهة البوليساريو في البرلمان الأوروبي . موقع أطلس نيوز الإخباري عنوان مقال له: بعد 250 سنة: جبهة البوليساريو تتفوق على دبلوماسية المغرب الثلاثية الرؤوس وابرز الموقع في تحليل له ان 250 سنة، من التعاون بين الملكيتين لم تشفع للمغرب فالبرلمان السويدي صادق على قراراه ليتلقى المغرب ضربة هي "الأقوى" في تاريخ النزاع، على الواجهة الأوربية على الأقل. فبالرغم من قيادتها من طرف ثلاثة وزراء احدهم مستشار الملك إلا ان الدبلوماسية المغربية وقفت عاجزة أمام انتصارات جبهة البوليساريو فاليوم السويد وغدا الدانمارك.. من جهته أكد موقع "كود" المغربي أن قرار البرلمان السويدي يمثل نكسة حقيقية لأداء الدبلوماسية المغربية ونقطة تسجل لصالح جبهة البوليساريو. وابرز الموقع في تحليل نشره اليوم السبت انه يجب الإقرار أن الاعتراف من طرف البرلمان السويدي كمؤسسة رسمية في واحدة من أكثر الدول ديمقراطية واحتفاء بحقوق الإنسان هو "حدث" سياسي يعني الشيء الكثير من الناحية الدبلوماسية للنزاع في الصحراء الغربية. وأضاف ان تبني ملتمس الاعتراف بالدولة الصحراوية من طرف هذه المؤسسة التي تحتل مكانة محورية في النظام السياسي السويدي ليس بالحدث العادي المنعزل الذي يجب أن يمر، فالدبلوماسية المغربية تلقت في الفترة الأخيرة ضربات قوية من طرف جبهة البوليساريو خصوصا في البرلمان الأوروبي وأيرلندا حيث استقبل الرئيس الصحراوي من طرف رئيسها وقبل يومين في السويد حيث اعترف برلمانها في سابقة بأوروبا بالدولة الصحراوية. وقال الموقع ان أهمية القرار، عكس ما يحاول النظام المغربي تسويقه تكمن في تبنيه من طرف جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان وليست فقط الأحزاب المعارضة، وأكد الموقع المغربي إن اعتراف البرلمان السويدي بالجمهورية الصحراوية يفتح "نافذة مشجعة" لجبهة البوليساريو لمواصلة الانتصارات الدبلوماسية .