تراقب دبلوماسية المغرب "بقلق" نجاح البوليساريو في التسلسل الى دول أوروبا الشمالية الى مستوى جعل البرلمان السويدي يناقش احتمال الاعتراف بهذه الحركة كدولة، الأمر الذي يشكل سابقة "حقيقية" في دبلوماسية البوليساريو في أوروبا الغربية وكسبها للتعاطف الاوربي، بحسب جريدة القدس العربي اللندنية . وخلال العقود الأخيرة تضيف الجريدة، كانت البوليساريو تحظى ب"دعم قوي" من طرف الجمعيات الحقوقية وأحزاب اليسار في دول أوروبا الشمالية، ولم يكن المغرب يولي اهتماما كبيرا بهذه التطورات إلا أنه خلال السنتين الأخيرتين، استطاعت البوليساريو تحقيق نتائج "تقلق" المغرب، مذكرة بما وقع في امريكا اللاتنية خلال السنوات الفارطة حيث تمكنت الجمهورية الصحراوية ان تجد لها اعترافات بتلك الدولة بدعم من قوى احزاب اليسار. ويبقى السر في ذلك أن الكثير من اليساريين وأعضاء الجمعيات المدنية وخاصة الحقوقية في أوروبا الشمالية لهم الآن "تأثير" على حكوماتهم في مجال حقوق الإنسان والبعض منهم يتبوأ مراكز مهمة، مما سهل على البوليساريو التحرك السياسي، بحسب الجريدة. وحدثت خلال الشهور الأخيرة عدد من المعطيات "المقلقة" للدبلوماسية المغربية ومن ضمنها قرار الدنمارك خلال ترؤسها الاتحاد الأوروبي "تجميد" مفاوضات الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب الصحراء الغربية، حيث تفادت أن يتم التصويت على الاتفاقية إبان رئاستها للاتحاد وتعاملت مع الملف ببرودة واضحة. وكانت وزيرة الزراعة والصيد البحري الدنماركية جير سكوف قد صرحت في بداية يناير الماضي صعوبة تجديد الاتفاقية بسبب الموقف من الصحراء الغربية، وقالت أن الاتفاقية لم تجدد خلال رئاسة بلدها للاتحاد الأوروبي تضيف القدس العربي. وجاء "المنعطف" مع استقبال رئيس إيرلندا مايكل دي هيغنز لزعيم البوليساريو محمد عبد العزيز الشهر الماضي في دبلن ليكون أول رئيس أوروبي يستقبل زعيم هذه الحركة. والتزم الرئيس الايرلندي وحكومته بالتحول الى ناطق باسم مصالح البوليساريو في الاتحاد الأوروبي.، بحسب ذات الصحيفة وكانت مفاجأة أخرى هذه الأيام مع قرار لجنة الخارجية السويدية إحالة مقترح الاعتراف بالبوليساريو كدولة للتصويت عليه في البرلمان السويدي وهي أول مبادرة من نوعها في هذا الاتجاه، وقد يتم التصويت نهاية الشهر الجاري. وتلاحظ الصحيفة انه رغم أن السويد تلتزم بتوجهات الاتحاد الأوروبي في السياسة الخارجية يبقى أن قبول المقترح في حد ذاته "تحديا" للمغرب. وكشفت الصحيفة بان أحزاب يسارية تقوم في النروج بمساع مماثلة لما يجري في النرويج من أجل الرفع من تمثيلية جبهة البوليساريو، وتؤكد هذه الأخيرة أن أول دولة شمالية في أوروبا ستعترف بالبوليساريو كدولة قد تتبعها دول أخرى. يذكر أن نشطاء هذه الدول ضغطوا على بعض الشركات للانسحاب من الاستثمار في الصحراء الغربية وخاصة في مجال التنقيب عن النفط.