أطلقت الولاياتالمتحدة عملية سرية لإرسال الأسلحة إلى المعارضة السورية، وذلك للمرة الأولى، ما يعكس نقلة نوعية في التعاطي الأميركي مع الأزمة السورية، ويؤشر على اقتراب لحظة التدخل الخارجي. كما سيرسل الأميركيون، وفق آخر التقارير، مدافع هاون وراجمات صواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات عن طريق دول حليفة في منطقة الشرق الأوسط. وكشف التقرير عن أن الأميركيين اشتروا قسماً من هذه الأسلحة من مخزونات نظام العقيد معمر القذافي، وتشمل صواريخ "سام 7"، التي يمكن استخدامها لإسقاط الطائرات، وأن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية على اتصال منتظم بالقادة الميدانيين للمعارضة السورية المسلحة، وطلبوا منهم مراراً وتكراراً مدهم بالمزيد من الأسلحة. الموقف الأميركي بعد تردد طويل بسبب تخوفات من أن يصل السلاح إلى المجموعات الجهادية التي تسللت إلى سوريا عبر تركيا، وأصبحت قوة ميدانية مؤثرة، وعلى رأس هذه المجموعات جماعة النصرة التي وضعتها واشنطن في قائمة "المنظمات الإرهابية". وأشار التقرير كذلك إلى أن الرئيس باراك أوباما صدق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" على القيام بعملية سرية لدعم قوات المعارضة في وقت سابق من هذا العام، فيما تعمل قوات خاصة وضباط استخبارات على الأرض في سوريا منذ مدة. وقالت صحيفة "صندي تايمز"، استنادا إلى التقرير، إن العملية السرية ساعدت على تقديم الخدمات اللوجستية والاتصالات للجيش السوري الحر، لكنها لم تزوده بالأسلحة. وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة "سترسل المزيد من المستشارين لتقديم المشورة الإستراتيجية وإدارة إمدادات السلاح" للمعارضة المسلحة في سوريا. وضمن التصريحات التي تؤشر على التقدم باتجاه "تدويل" الصراع في سوريا، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي، فولكان بوزكير، إن نشر صواريخ "باتريوت" على الحدود مع سوريا سيكون رادعاً لأي خطر محتمل من سوريا. وكانت الحكومة الألمانية وافقت الخميس الماضي على إرسال صواريخ "باتريوت" بالإضافة إلى 400 جندي إلى تركيا، بعد إعلان حلف شمال الأطلسي "الناتو" الثلاثاء الماضي الموافقة على نشر منظومة بطاريات صواريخ "باتريوت" على الحدود التركية – السورية، مؤكدة أنه لن يتم استخدامها لإنشاء منطقة حظر جوي أو لشن أي هجوم على سوريا. وكانت تقارير استخبارية سابقة قد كشفت عن وجود أكثر من ألف جندي من مشاة البحرية الملكية البريطانية على أهبة الاستعداد للذهاب إلى سوريا، وأن كلاً من بريطانيا وفرنسا لديهما حالياً أكثر من 2000 جندي في منطقة البحر الأبيض المتوسط يشاركون في مناورات برمائية. ويتوقع خبراء عسكريون أن تكون القوات البريطانية المشاركة في المناورات مصدر الاحتمال الأكبر للتدخل في سوريا بعد حصولها على الضوء الأخضر. وتضم القوات البريطانية وحدة الرد السريع وتشمل 550 جندياً من مغاوير مشاة البحرية من الفوج 45، و480 جندياً من فوج المغاوير 30، إلى جانب وحدات هجومية برمائية إضافية ويقودها العميد مارتن سميث، وتضم أيضاً السفينة الهجومية "بولارك" وحاملة المروحية "إلاسترياس"، وعدداً من السفن الحربية وغواصة نووية، وتحمل إمدادات إنسانية. وفضلا عن توجه غربي شامل لتسليح المعارضة بشكل جعلها تقلب الموازين العملانية على الأرض، وتحاصر أجزاء من العاصمة دمشق، فإن الحديث أصبح يدور الآن حول مصير الأسد، وأي البلدان التي هي على استعداد لاستقباله في حال قرر الرحيل في سياق تفاهمات إقليمية.ويقول مراقبون عن روسيا التي أصبحت يوميا تصرح بأن أمر الأسد لا يعنيها، ستكون هي البلد الرئيس الذي يتولى ترتيب التفاهمات التي تنهي دور الأسد، وتبحث له عن ملجأ خارجي. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن بلاده غير متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد ولا تجري مباحثات مع أي جهة حول مصيره، ويأتي هذا التصريح مشابها لما عبّر عنه بوتين خلال زيارته نهاية الاسبوع الماضي لتركيا. ورغم الدعم العسكري والمالي السخي الذي تتلقاه المعارضة السورية فإن دولا غربية، بزعامة الولاياتالمتحدة، تدفع باتجاه رحيل الأسد وبقاء النظام ككل، أي على الشاكلة اليمنية، وذلك خوفا من انزلاق "الثورة السورية" باتجاه لا يتماشى و"التضحيات الغربية".