ادانت محكمة الجنح بسيدي امحمد، المتهم المسمى "م. العيد" ، لتورطه في قضية النصب والاحتيال التي راح ضحيته كهل في الستينيات. حيث تمت ادانته بسنتين حبسا نافذتين و 200 الف دينار و الزمته ان يدفع للضحية مبلغ 60 مليون سنتيم. مجريات هذه القضية وحسب ما نشرناه سابقا ، تعود حين تعرف الضحية على المتهم منذ أكثر من سنتين، و كان هذا الأخير يقدم له زبائن من أجل كراء الشقة التي يملكها بشارع بلوزداد بالعاصمة، وبأحد الأيام عرفه على شيخ يدعى" أحمد" وقال له إنه يريد إيجار الشقة مجهزة بكامل التجهيزات والأثاث، حيث اتفق على مبلغ الإيجار، وكان المتهم يقوم بأعمال التنظيف والطبخ للشيخ" أحمد" ويبيت معه، وبأحد الأيام تقدم إليه المتهم وأخبره أنه يرى أشياء غريبة ويسمع حركات وأصوات بالشقة ليلا، وأضاف أنه بإحدى الليالي شاهد امرأة غريبة وطويلة جدا، الأمر الذي جعله يقترح عليه إحضار راق من أجل رقية الشقة، حيث احضر في اليوم الموالي راق يدعى" طاهر" كان يحمل معه سبحة، هذا الأخير طلب منهما الخروج خارج الشقة من أجل الرقية، وبعد قرابة الربع ساعة خرج إليهما وأخبرهما بأمر عجيب إلا وهو وجود كنز عظيم داخل أحد غرف الشقة، وهناك مجموعة من الجن تقوم بحراسته، ثم طلب منهما إفراغ الغرفة من الأثاث وإحضار علب فارغة وشموع وقارورتين من الماء، وأمرهما بالخروج إلى حين استدعائهما هاتفيا، حينها قصد الضحية رفقة المتهم الموقوف أحد المطاعم لتناول وجبة الغذاء، وبعد نصف ساعة اتصل بهما الراقي وطلب منهما الحضور، فدخل الضحية إلى الغرفة فاخبره الراقي أن العلب مملوءة بالكنز، وحين دخل المتهم خرج مسرعا، وهو مغميا عليه، وأخبره أنه كنز عظيم لم يشاهد مثله من قبل، الأمر الذي جعل بالضحية أن يخبره أنه سوف يتقاسم معه الكنز كونه من كان السبب في اكتشافه. ومن أجل أخذ هذا الكنز العجيب طلب منه الراقي أن يقوم بتزكية نفسه وزوجته حيث يقوم بإخراج 10 دنانير من أجله و 5 دنانير من أجل زوجته منذ اليوم الذي ولدا فيه، الأمر ذاته طلبه من المتهم. وأمرهما بعدم الدخول إلى الغرفة، فقام بغلقها وأخذ مفاتيحها معه. وأضاف الضحية أنه قصد منزله العائلي الكائن بدرقانة وقام باحتساب المبلغ كما طلب منه الراقي وتوصل إلى مبلغ 30 مليون سنتيم. ليقوم بأخذه إلى الراقي في اليوم الموالي كما اتفقا عليه، حينها لم يحضر المتهم مبلغ 22 مليون سنتيم المترتب عليه، فطلب هذا الأخير من الضحية المبلغ على أن يخصمه من حصته في الكنز. ليستلم الراقي مبلغ 52 مليون سنتيم، وحين حاول الضحية أخذ الكنز الموجود في العلب، أخبره الراقي أن هناك مجموعة من الجن صعبة جدا، تقوم بحراسة الكنز، ولا يمكنه التقرب منهم خوفا من تعرضه لأي مكروه أو أذية من قبلهم، وطلب مرة أخرى مبلغ 140 مليون لشراء عشبة، وهي دواء تقوم بطرد تلك الأرواح الشريرة، حينما علم الضحية أنه وقع في مؤامرة لسلبه الأموال، ولا يوجد أي كنز أو أرواح شريرة بالشقة. لذلك طلب من الراقي مهلة يوم من أجل استخراج المبلغ من البنك، ثم اتجه مسرعا نحو مركز الشرطة وأطلعهم بالأمر، ليتم وضع كمين و إلقاء القبض على المتهم "م. العيد" العقل المدبر لهذه القصة الوهمية، والذي استغل سذاجة الضحية لسلبه مبالغ مالية.