صنعت نوبات المالوف المستمدة من عمق التراث العريق لولاية الطارف الفرحة باليزي في إطار التبادلات الثقافية المنظمة من قبل محافظتي المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية بالولايتين. وقد قدمت في حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية التي احتضنتها دار الثقافة "عثماني بالي" باليزي فرقة "الأمال للمالوف" لمدينة الذرعان (الطارف) باقة متنوعة من الأغاني أستمتع جمهور الطاسيلي بها وتجاوب معها بكل عفوية. كما استمتع الجمهور الحاضر أيضا بمختلف أغاني فرقة "الجوالة" العصرية إضافة إلى قصائد شعرية تتغنى بالصبر والسلم جادت بها قريحة الشاعر "الطاهر شانا" الذي ذهب بعيدا بجمهور اليزي إلى عالم الوزن والقافية و الكلمة الصادقة. وقد خصص جناح يحمل عنوان "الطارف عبر العصور" يحاكي مختلف الحقبات الزمنية التي مرت بها المنطقة ومعرض خاص بالغليون والمرجان الذي تشتهر به ولاية الطارف والذي يتفنن الحرفيون في تحويله إلى تحف فنية رائعة وكذا متحف متنقل خاص بصناعة التحف الفنية من الخلج (نوع من الخشب) وقرن البقر بالإضافة إلى مجسمات فنية أخرى. وكان للباس المرأة والرجل الطارفي حيز في هذه الفسيفساء الثقافية حيث تم عرض مختلف الألبسة التقليدية التي تميز نسوة لؤلؤة الشرق الجزائري كالفرقاني والفوطاج والملاية وكذا البرنوس والشاش بالنسبة للرجل الطارفي الذي مازال متمسكا بتراثه التقليدي العريق. ويتضمن البرنامج الثقافي أيضا عرض لمختلف الأواني التقليدية للبيت الطارفي العريق على غرار "برمة الطين" و "قصعة الخشب" و "الصحن الطيني" و''مهراس الحطب" وكذا "الكانون" و "حدادة الملابس" الذي يعود تاريخ صنعها لسنة (1800م) حسب الشروح المقدمة من طرف العارضين. وذكر رئيس الوفد الزائر السيد عباس ميلود أن هذه الحقيبة الثقافية تعكس "عمق" التراث المادي واللامادي لولاية الطارف والذي يهدف إلى تعريف جمهور اليزي بهذا الموروث الثقافي الثري إضافة إلى أن مثل هذه التبادلات التفافية تعد "فرصة" للتعريف بالتنوع الثقافي لولايات الوطن بصفة عامة وتقريب المسافات بين أبناء الوطن الواحد عن طريق الثقافة. كما أنه مناسبة لتبادل الخبرات و الاحتكاك بين المثقفين والحرفين فيما بينهم وإعطاء "دفعة" للنشاط الثقافي عبر كل الولايات مبديا إعجابه بحفاوة استقبال سكان الطاسيلي أزجر والقائمين على قطاع الثقافة بهذه الولاية.