أعلنت مؤخرا إدارة مهرجان كان للسينما تعلن عن اختيار المخرج الامريكي ستيفن سبيلبيرغ لترؤس لجنة تحكيم المهرجان في دورته السادسة والستين والتي ستقام في شهر مايو ايار المقبل. المهرجان الذي يقام بمدينة كان على السواحل الجنوبية لفرنسا يتواصل نشاطه على امتداد اثني عشر يوما يعد من اعرق مهرجانات السينما في فرنسا والعالم وقد ترأس لجنة التحكيم فيه العام الماضي المخرج الايطالي ناني موراتي كما عادت جائزته الاولى السعفة الذهبي الى فيلم امور للبلجيكي ميكائيل هانوكو. تم تأسيس المهرجان الدولي للفيلم بمبادرة من جون زاي، وزير التعليم العام و الفنون الجميلة، الذي كان يرغب في تأسيس حدث ثقافي دولي قادر على منافسة مهرجان البندقية السينمائي.كان من المقرر عقده سنة 1939 برئاسة لويس بينيل، غير أن الدورة الأولى للمهرجان افتتحت بكان بعد مرور سنة على نهاية الحرب في 20 سبتمبر/أيلول 1946. كان المهرجان يعقد في كل سنة في شهر سبتمبر/أيلول – باستثناء سنة 1948 و1950-، قبل أن يتم عقده في شهر مايو 1952. إذا كانت الإصدارات الأولى للمهرجان قد مثلت حدثا اجتماعيا نالت خلاله تقريبا كل الأفلام جوائز تقديرية، فقد مكن كل من قدوم المشاهير من كل أنحاء العالم لصعود الدرج والحملة الإعلامية المتنامية من إعطائه شهرة دولية وأسطورية. لقد زادت شعبية المهرجان في الخمسينات بفضل مشاهير ككريغ دوفلاس و صوفيا لورين و بريجيت باردو وكاري غرانت ورومي شنايدر وألان دولو و سيمون سيغنوريه وجينا للوبريجيدا... منحت السعفة الذهبية، التي تلت الجائزة الكبرى، لأول مرة سنة 1955 لفيلم ديلبيرت مان بعنوان Marty، وهي كانت تمنح لأفضل فيلم في المنافسة.هدف المهرجان يتركز في تشجيع وتطوير الفن السينماتوغرافي بكل أشكاله وإنشاء والحفاظ على روح التعاون بين البلدان المنتجة للأفلام" وفي الستينات، إضافة إلى المسابقة الرسمية، رأت مسابقتين مستقلتين النور: الأسبوع الدولي للنقد سنة 1962 وأسبوعي المخرجين سنة 1969. كانت الدول هي التي تختار الأفلام التي يتم تقديمها للمسابقة إلى حدود سنة 1972. وابتداء من هذا التاريخ، أعلن مهرجان كان استقلاله بكونه الجهة الوحيدة التي تتخذ القرار فيما يخص الأفلام التي ستقدم في المسابقة الرسمية.تم تعيين جيل جاكوب مندوبا عاما سنة 1978. حيث قام في نفس السنة بتأسيس منافسة "نظرة خاصة" وجائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح لأفضل فيلم في كل المنافسات مجتمعة. أما زاوية "درس في السينما" فقد افتتحها فرنشيسكو روزي سنة 1991. يتوالى المخرجون للإدلاء بلمحة عن مشوارهم الفني ونظرتهم للسينما. وتبعا لنفس المبدأ فقد أعطى نيكولا بيوفاني أول درس في الموسيقى سنة 2003 كما أعطى ماكس فون سيداو أول درس في التمثيل سنة 2004. و في سنة 1997، وبمناسبة الذكرى الخمسين لافتتاح مهرجان كان، اجتمع كبار المخرجين العالميين على المنصة لتسليم سعفة السعفات لإينغمار بينغرمان.أنشأ جيل جاكوب سنة 1998 السينيفونداسيو، التي تضم أفلاما قصيرة ومتوسطة من معاهد السينما من مختلف أنحاء العالم. وتم تطويرها سنة 2000 من خلال افتتاح الريزيدونس، حيث يقوم فيها المخرجون الشباب بكتابة سيناريوهاتهم. ثم سنة 2005، معالأتوليي الذي يساعد قرابة عشرين مخرجا سنويا لإيجاد تمويل لأفلامهم.كانت الأعمال التراثية تعرض في إطار مواضيعي إلى حدود سنة 2004 وابتداء من هذا التاريخ باتت تقدم في زاوية "كلاسيكيات كان"، التي تضم النسخات المرممة و تقوم بتكريم الأعمال السينمائية و الوثائقية حول السينما. يشار الى ان سبيلبيرغ البالغ من العمر ستة وستين عاما شارك بعديد الافلام في مهرجان كان وقد نجح فيلمه الاخير ابراهام لينكولن في الفوز بجائزتي اوسكار في حفل الاوسكار الاخير بلوس انجلس.