وسط أجواء من الفرحة لم يمنعها المناخ السيء الذي ساد يوم الأحد الماضي، اختتم مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الحادية والستين والتي لم تكن عادية بعد ان فازت فرنسا بجائزة السعفة الذهبية لأول مرة منذ ستين سنة. * * أطلقت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هذا العام بحضور عدد كبير من النجوم العالميين وبقيادة المخرج والممثل "شون بين" والى جانب الممثل الجزائري "رشيد بوشارب"، مفاجأة من العيار الثقيل أمام الصحافة العالمية لا سيما جريدة "الشروق" التي حضرت مراسيم الاحتفال الأسطوري رفقة النقاد المتابعين للدورة، عند إعلانهم فوز الفيلم الفرنسي "بين الجدران" بالسعفة الذهبية، حيث عرض هذا الفيلم في اليوم قبل الأخير من المهرجان ولم يلفت نظر احد ممن كانوا يعدون الحقائب للرحيل أو المستمرين حتى لاستلام الجوائز. * وقد رشحت بقوة الصحافة الفرنسية وخاصة مجلة "لوفيلم فرانس"، الفيلم الفرنسي "حكاية عيد ميلاد" للفوز بالسعفة الذهبية. * وعلى الرغم من ان الفيلم الفرنسي الفائز ليس هو الذي تم ترشيحه من قبل النقاد الفرنسيين، الا ان هذا لم يمنع الفرحة الغامرة لدى الفرنسيين، فهي ليست مجرد قصة فوز بالذهب، ولكن فوزا يتحقق بعد 60 عاما لم تحرز في خضمها فرنسا جائزة من هذا النوع. * فيلم "بين الجدران" الفائز بالسعفة الذهبية لمخرجه الفرنسي "لوران كانتيه" الذي يعتبر خامس عمل سينمائي له وكتب قصته رفقة المؤلف "فرانسوا بيجودو" الذي ظفر أيضا بالبطولة السينمائية في هذا العمل رفقة مجموعة من المراهقين غير المعروفين، ممن يمثلون جذورا وثقافات وديانات مختلفة ويعيشون على ارض فرنسا كفرنسيين. * تدور أحداث الفيلم داخل مدرسة فرنسية، حول مدرس لغة فرنسية شاب يبذل مجهودا خرافيا في تعليم تلاميذه لغة مغايرة عن التي يستعملونها في حياتهم اليومية، على اعتبار ان اللغة وسيط للثقافة والتعليم والتربية، ساعيا عبر ذلك لتربيتهم، لكن سرعان ما ينشأ صراع حامي الوطيس بين الأستاذ وتلاميذ... * وأوضح "بين" أحد ابرز نجوم السينما المستقلة في أمريكا ان أسباب اختيار فيلم "بين الجدران" لنيل السعفة الذهبية هو كونه "فيلم مذهل فعلا وكان يستحق ان يكافأ بالسعفة بإجماع لجنة التحكيم". * ويبدو ان سحر هذا الفيلم يكمن في فكرته البسيطة ونهجه البعيد عن نموذج الأفلام الهوليودية، ذات الإنتاج الضخم والنجوم الكبار، بحكم انه اعتمد على ميزانية محدودة وشباب صغار غير معروفين بالمرة، بل هم يمثلون أنفسهم كتلاميذ.