مر اليوم الدولي لحماية الأطفال الذي يصادف 1 جوان من كل سنة على الأطفال الصحراويين وهم يعيشون واقعا غير الذي يعيشه معظم أطفال العالم من حولهم إذ يعيش الأطفال الصحراويون مقسمين بين مخيمات للاجئين الصحراويين، والمناطق المحتلة من الصحراء الغربية في ظروف "قاسية"، جراء الاحتلال المغربي الذي يعيث في وطنهم فسادا، فيما تغيب السجون المغربية عددا منهم ويطال آخرين الاعتقال والملاحقات. ويعيش جزء كبير منهم في مخيمات اللجوء في منطقة صحراوية قاحلة يطبعها مناخ حار صيفا وبارد شتاء، لا تتوفر على ملاعب ولا مساحات خضراء ولا فضاءات للطفولة، معتمدين في تغذيتهم على دعم توفره بعض المنظمات الإنسانية، موجه في الغالب لعموم اللاجئين ولا يستجيب لشروط التغذية الصحية التي يتطلبها الطفل مما يعرضهم لسوء التغذية وبعض الأمراض الأخرى. وكانت منظمات دولية قد دقت ناقوس الخطر إزاء تفشي سوء التغذية بين الأطفال الصحراويين، وهو ما تترتب عنه مضاعفات صحية، وأمراض تؤثر على مستقبل الطفل الصحراوين بحسب الخبراء. وفي الموضوع ذي صلة، أوضح مدير المستشفى الوطني الصحراوي "بشير صالح" البروفيسور ولد هنية فضيل في حديث سابق ان ما لا يقل عن 6 % من الأطفال الصحراويين يموتون سنويا بسبب سوء التغذية، كما أشار الى ان 7000 الى 8000 طفل صحراوي يتم إرسالهم سنويا الى البلدان الأوروبية لإجراء فحوصات للوقاية من أمراض معدية. كما أوضح المسؤول ان الأمراض المكتشفة لدى الأطفال الصحراويين تتمثل خاصة في مرض "الالتهاب الكبدي -ب و ج" مضيفا ان العلاج تتكفل به البلدان الأوروبية مجانا. وأشاد ولد هنية في هذا الصدد بالتضامن الجزائري والدولي مع الشعب الصحراوي من خلال عمليات التكفل الطبي بالمرضى، مضيفا انه لا زال يفتقر للوسائل لمواجهة جميع الأمراض. ثم ان الطفل الصحراوي في المناطق الصحراوية المحتلة يسجن ويتعرض للمضايقات والقمع لمجرد ترديد شعارات يعبر بها عن ذاته، فضلا عن المشاركة في الوقفات السلمية والمظاهرات المنددة بعسكرة المنطقة من قبل المغرب. وكان آخر ضحايا الطفولة الصحراوية الطفل الصحراوي القاصر عدنان أمساعد المتواجد في إحدى مستشفيات مدينة أكادير المغربية، والذي يعاني من إصابات خطيرة على مستوى الرأس وجهازه التناسلي وكذا على مستوى فمه مما أدى الى إصابته ب "فقدان الذاكرة" وتطلب إجراء عملية جراحية له بشكل مستعجل. تجدر الإشارة الى ان اليوم الدولي لحماية الأطفال احتفل به في 1 جوان عام 1950م وقد أنشئ هذا اليوم من قبل الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي في نوفمبر من عام 1949 م في مؤتمر باريس.