ركز المشاركون في أشغال الندوة حول الجاليات المغاربية بالخارج التي إنطلقت اشغالها امس بإقامة جنان الميثاق (الجزائر العاصمة) على مجموعة من المحاور تتعلق أساسا بأوضاع هذه الجالية وتشخيص الصعوبات التي تعترضها و سبل حماية حقوقها المدنية والإجتماعية و الحضارية. كما شكلت هذه الندوة فرصة لإستعراض التجارب الوطنية للدول المغاربية في التعامل مع جاليتها في الخارج لاسيما في إدارة الكفاءات المغاربية و إسهام الجالية في التنمية الإقتصادية و الإجتماعية في وطنها الأم. و من بين المحاور الأخرى التي تم التطرق إليها خلال هذه الندوة المغاربية أهمية تنسيق النشاط الجمعوي والإعلامي للجاليات المغاربية في الخارج و تعزيز التعاون بين المؤسسات الرسمية المعتمدة في الخارج وكذا التنسيق بين الدول المغاربية في مجال حماية جالياتها في المناطق التي تشهد صراعات. وحسب المنظمين تهدف هذه الندوة الى تسليط الضوء على أوضاع الجالية المغاربية بالخارج من خلال رصد تجارب الدول الأعضاء في الإتحاد و تبادلها و العمل على تنسيق المواقف إزاء المسائل المتعلقة بهذه الجاليات و الدفاع عن مصالحها. كما تهدف إلى إيجاد السبل الكفيلة لحماية حقوق و مكتسبات هذه الجاليات و تحسين أوضاعها و الحفاظ على هويتها و العمل على تعزيز التضامن و التآزر بين مختلف مكوناتها. و تعد هذه الندوة أيضا "مناسبة هامة" للمشاركين لدراسة الصعوبات التي تعترض أفراد الجاليات المغاربية المقيمة بصفة نظامية في الخارج في ظل تزايد الهجرة غير الشرعية والضغوطات التي يمارسها اليمين المتطرف و تنامي العنصرية ضد المهاجرين و خاصة المغاربيين. و كان كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج بلقاسم ساحلي قد دعا في كلمته الإفتتاحية الى التفكير في إحداث مرصد للجالية المغاربية في الخارج على ضوء التطورات المختلفة التي يعرفها العالم. وأوضح ساحلي أن هذا المرصد من شأنه العناية بشؤون الجالية والتكفل بإنجاز أبحاث علمية ودراسات حول أوضاعها والمساهمة في تقديم حلول عملية للمشاكل التي تواجهها. واضاف انه " قد يكون من الملائم دعوة الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي إلى الإسراع في تجسيد مشروع إنشاء لجنة مغاربية إستشارية دائمة لشؤون الجالية تتولى مهمة تنسيق مواقف الدول المغاربية إزاء قضايا الجالية والعمل على تبني سياسة تفاوضية موحدة ووضع برامج مشتركة لحماية حقوق الجاليات المغاربية وتوثيق الروابط ببلدانها الاصلية".