عرضت بقصر الثقافة بالعاصمة مسرحية "على خطى الأجداد" للمخرج والمؤلف الياس غانم بوعجاج والمقتبس نصها عن ادريس قرقوة التي حكى فيها مدى تلاحم أفراد الوطن الواحد عند حلول الشدائد والمصائب بالرغم من وجود عصبيات قبلية. وتناولت المسرحية —التي شارك فيها ممثلون هواة من تعاونية "الحلقة" للثقافة والفنون و"الخشبة الذهبية" لسيدي بلعباس—في قالب ملحمي الصراعات القبلية التي كانت تدور رحاها في بعض المناطق الجزائرية من أجل قضية الشرف أو الصراع من أجل البقاء مبرزة في آن واحد عدم تأثير تلك الخلافات الداخلية على الحس الثوري للدفاع عن الوطن. ونسج خيوط أحداث المسرحية التي تدور أحداثها خلال الحقبة الاستعمارية كل من الشابين المختار(علي حرطامي) وبدرة (أمينة بهلولي) اللذان ينتميان الى قبيلتين بمنطقة بني عامر( سيدي بلعباس) المتخاصمتين.و تنشأ بين الشابين علاقة حب كان البئر الذي يروي ظمأ المارة هو الشاهد والكاتم لسرهما. وتتسارع أحداث المسرحية التي أختير لها ديكور بسيط مع تسلل ضوء خافت الى القاعة الى أن ينكشف أمر العاشقين فتتحول علاقة حبهما الى نزاع عنيف بين قبيلة الشيخ سي عثمان التي تنتمي اليها بدرة وقبيلة سي عمر التي ينتسب اليها مختار لغاية مهاجمتهما بغتة من طرف الاستعمار الفرنسي فتقتل الفتاة ويصاب الشاب العشيق بالجنون وتتصالح القبيلتان لمواجهة عدو مشترك يترصد الوطن. وكتب نص العرض المسرحي بأوزان الشعر الملحون الذي قيد نوعا ما النص وانعكس ذلك على أداء الممثلين على الركح كما جاء متناقضا مع الحبكة الدرامية حيث لم يتمكن الممثلون من استمالة مشاعر الجمهور الحاضر. وتعرض مسرحية "على خطى الأجداد" لتعاونية "الحلقة" للثقافة والفنون و"الخشبة الذهبية" لسيدي بلعباس في اطار الاحتفال بخمسينية استقلال الجزائر.