صدر مؤخرا للدبلوماسي والأكاديمي الصحراوي الدكتور سيدي محمد عمار والدكتورة الأمريكية جنيفر مورفي دراسة مشتركة حول المقاومة السلمية الصحراوية في العدد الجديد من مجلة "بيس بريفيو" ، التي تصدر من لندن عن دار النشر العالمية "روتليدج" المتخصصة في الكتب والمجلات الأكاديمية. ويركز الباحثان في مقالهما المعنون ب "جماليات المقاومة في الصحراء الغربية" على دراسة مخيم أكديم إزيك بوصفه نقطة تحول في العملية الاجتماعية والسياسية التي قام من خلالها آلاف الصحراويين، ضحايا شتى أنواع العنف المغربي، بالتحول الجماعي إلى فاعلين في المقاومة السلمية ضد الاحتلال. ويركزان بوجه خاص على الأهمية التاريخية والسياسية لمخيم أكديم إزيك، الذي وصفه بعض المحللين من مثل البروفيسور نعوم تشومسكي كمحفز أول "للربيع العربي"، وعلى العوامل الرئيسية التي أطرت عملية التحول هذه في مسار المقاومة الصحراوية للاحتلال. وأكد الكاتبان أن أهمية مخيم أكديم إزيك لا تكمن فقط في إقامة المخيم في حد ذاته أو في الطابع السلمي للاحتجاج، وإنما تتمثل أيضا في التفاعل بين الأبعاد الخطابية والمكانية والاجتماعية والثقافية لهذا العمل غير المسبوق والإبداعي من الاحتجاج والمقاومة الشعبية. ويذكر الباحثان أن الصحراويين في الصحراء الغربية الواقعة تحت الاحتلال المغربي ظلوا لعقود كثيرة يتقاسمون تجارب القمع والتهميش و السلب وأن الغالبية منهم هم ضحايا لأشكال مختلفة من العنف المغربي لأسباب سياسية بحتة. وفي هذا السياق، يبرز الباحثان أن مخيم أكديم إزيك الاحتجاجي هو نتاج طبيعي لعملية تراكمية من التحول الاجتماعي والسياسي التي افرزتها الديناميكيات الداخلية للمقاومة الصحراوية المستمرة ضد قمع وعنف الاحتلال والتي تعلم فيها الصحراويون كيف يعيدون صياغة وتنويع أساليب مقاومتهم للمحتل بهدف خلق فضاءات جديدة ليؤكدوا من خلالها على هويتهم الجماعية الصحراوية ودعمهم القوي لحق تقرير المصير واستقلال الصحراء الغربية.
وفي الخلاصة، يشير الكاتبان إلى أنه بعد مسيرة طويلة من النضال والمبادرات الاحتجاجية السلمية الفردية والجماعية، جاء مخيم أكديم إزيك بمثابة فضاء جامع لمختلف أفعال الاحتجاج الجمعوي والسياسي الصحراوي، وبذلك يكون قد شكل نقطة تحول هامة في مسار المقاومة السلمية الصحراوية ضد الاحتلال المغربي.