في هذا البرد الشديد وفي الوقت الذي يتدفق الغاز على بعض البيوت ما يزال بعض الناس في القرى النائية يبحثن عن حطب نساء حمالات الحطب ورجال حمالين حطب وأطفال وشيوخ كلهم يحملون على ظهورهم حطب للتدفئة، بشر في مناطق نائية لا تقود إليهم طريق ولا تصلهم سيارات المير لأن الطريق معطلة ولا قافلة الوالي ولا المساعدة، محاصرين من المسؤولين المحليين قبل ان تحاصرهم الأمطار والثلوج، لم يعد يبالون بما تفعله البلدية لهم او ينتظرون منها سكنا، بعدما فقدوا الأمل حتى في تعبيد الطريق او حفر بئر يشربون منها، هؤلاء المواطنين الذين يعيشون خارج الزمن وخارج مخيلة وفكر المسؤولين المحليين، سيتم تذكرهم حتما وسيصلهم صندوق الإقتراع ولو هطل الحجر وامطرت السماء ضفادع، انها اللحظة التاريخية الوحيدة التي يتم فيها استذكار حمالي وحمالات الحطب، هؤلاء الناس سيمارسون واجبهم الانتخابي ولن يفرطوا فيه، ولن يطلبوا أكثر من أنبوب غاز يمر من جنب كوخهم، وتسوية طريق ببعض الحجر، وحفر بئر لهم، هذه هي كل أحلام حمالو وحمالي الحطب، ولكن حتى هذا لن يتحقق، ليس لأن البلدية غير قادرة، ولكن لأن السلطات المحلية ستحول ميزانية هؤلاء إلى مآرب أخرى، وإن كانت صناديق الزكاة يتم سرقتها، فميزانية الفقراء اسهل حتى ولو ثقل حملها