لا أعتقد أن ثمة من لا يعرف حكاية الفاروق مع بغلة لم يصلح لها الطريق في العراق فقال قولته المشهورة "لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لمَ لم تصلح لها الطريق يا عمر" أسوق هذا الكلام وأنا أرى في قلب العاصمة وليس في المناطق النائية حفر تكاد تبتلع السيارات وليس البشر، الغريب أنه في الوقت الذي تشتاق فيه الأمم الأخرى لرؤية الحفر في شوارعها تقوم برسمها على الطرقات عن طريق رسومات ثلاثية الابعاد، ليخفف أصحاب السيارات سرعتهم بعد ان تخدع هذه الحفر أبصارهم، أما عندنا فيخدعنا المقاولون، ورؤساء البلديات والمسؤولين المحليين، فكيف يعقل أن تقوم البلديات بتزفيت الطرقات وما ان تمطر حتى تتكون الحفر، لدرجة أننا بتنا نعتقد أن الحفر كائنات حية مثل النبتات يتم زرعها في رحم الطريق، وحين تمطر تنبت الحفر، والأغرب من هذا لا يوجد من يحاسب المقاول، ولا المسؤول المحلي الذي أسند للمقاول هذا المشروع، شوارع بطولها وعرضها في قلب العاصمة صارت الطرقات فيها مجرد حفر، لها عمق وطول وعرض، ويمكن لأي دارس أجنبي ان ينجز معرض صور للحفر الجزائرية ويعرضها في بلاده ليظهر كيف تطورنا نحن الجزائريين من خلال انتاج حفر حقيقية، بينما هم ينتجون حفر ثلاثية الابعاد عن طريق الرسومات، وشتان بين الطريق الذي اصلحه عمر في أقصى العراق، والطرقات التي افسدها الشياطين في مدننا والمشكلة الأكبر ان الحفر الحقيقية في الرؤوس قبل ان تكون في الطرقات.