عشرة أيام مرت من رمضان سبقتها بأيام رائحة المحليات المقبلة التي عبثت مسبقا بمشاريع كانت لسنوات طويلة طي الكتمان وحتى النسيان، قبل أن يتم استنساخها وإحيائها من جديد، منها حتى تلك التي نسي المواطنون أنفسهم أنهم لطالما بحت حناجرهم بالمنادات بحلها، فلم يعد أمرا مستغربا هذه الأيام رؤية عمال البلدية وهم يقومون بتعبيد الطرق، إيصال الكهرباء ، طلاء الجدران، وحتى استقبال المواطنون من طرف رؤساء البلديات لم يعد أكثر صعوبة من دخول البيت الأبيض ... قبل أيام طلبنا لقاءا مع أحد رؤساء بلديات العاصمة قبل أن تفاجئنا السكرتيرة، بأن اليوم الاثنين وهو لقاء مخصص لرئيس البلدية مع المواطنين ولا يقبل أي لقاء آخر مهما كانت الشخصية، هي إذن تداعيات المحليات المقبلة التي رمت بثقلها على متطلبات مواطني البلديات وصفها بعضهم بالإيجابية وآخرون استنكروا مثل هذه الأفعال كونها لا تكون سوى لمصالح شخصية . تزفيت للطرق، طلاء للواجهات، وهدم للبيوت القصديرية تعيش أغلب بلديات العاصمة حتى ونحن في شهر رمضان المبارك عمليات أعمال وصفها لنا '' عمال بعض البلديات '' بالشاقة كونها تزامنت وعلى غرار كل السنوات السابقة بشهر رمضان الكريم، حيث اعتادت البلديات على النوم على مختلف المشاريع وتأجيلها إلى ما بعد شهر رمضان إلى أن هذا الموسم كل القرارات المؤجلة أضحت فورية، حيث يعيش سكان بلدية القبة على وقع إعادة سريعة لمختلف طرقات بعض الأحياء منها التي تم حفرها ليلة انطلاق الدخول المدرسي، قال لنا عمال البلدية أنها ستجهز في أسرع وقت ممكن ببلاط من النوعية الجيدة، ونفس الوضعية تعرفها طرقات '' فرنان حنفي '' وحسيبة بن بوعلي '' في بلدية سيدي امحمد وهي العملية التي أعاقت لحد بعيد تسربات مياه الأمطار وتسببت في عرقلة حركة المرور، هذه الأيام، بلدية الدويرة بدورها تفطنت أخيرا لحال الطرقات وباشرت عمليات واسعة للتعبيد والتزفيت، وهي العملية التي استحسنها المواطنون خاصة على مستوى بعض الأحياء التي لطالما نادت وقدمت رسائل لحل مشكل الطرقات مثلما أخبرنا به أحد رؤساء الأحياء ، في بلدية ''بوزريعة'' ستنطلق خلال الأيام القادمة أكثر من سبعة مشاريع خاصة بتعبيد الطرق وقنوات صرف المياه القذرة، وليس هذا فحسب بل أن أشغال البلديات امتدت في آخر لحظة من العهدة للتفطن لظاهرة البيوت القصديرية حيث قامت بلديات عدة بتهديم كل ما بإمكانه تشويه منظر البلدية ''اللائق '' ففي بلدية الشراقة تم تهديم 14 بيتا قصديريا، وفي عين البنيان تم تهديم 13 بيتا قصديريا، أما في بلدية '' بوروبة '' هدمت 17 بيتا قصديريا في ليلة واحدة، حيث قال لنا مواطن هدمت بيته لا يزال لحد كتابة هذه السطور رفقة أسرته في الشارع'' أنه بنى بيته منذ أكثر من 3 سنوات '' لماذا يتفكروني الآن ولماذا هدموا بيتي قبل رمضان ..'' والأغرب والمضحك في نفس الوقت أن ذات المواطن أخبره مسؤول من البلدية بأن يسجل نفسه ضمن قائمة المحتاجين حتى يتحصل على قفة رمضان ؟؟ في كل هذا أن بعض المنازل التي هدمها يمتلك ساكنيها رخصا للبناء منذ خمس سنوات أي منذ تدشين العهدة .. لكن المهلة انتهت ورخصة البناء لم تعد تصلح ؟ وأخرى تنتظر... إلى حين بعض البلديات الأخرى ربما لم يتفطن مسؤوليها إلى نهاية العهدة لا تزال على حالها، وبلديات أخرى مشتغلة هذه الأيام بتوزيع المحفظة والقفة، وعلى عكس كل السنوات الماضية البعض من بلديات العاصمة حسنت كثيرا مصروف القفة واختفت من القائمة '' اللوبيا والعدس '' على غرار بلدية القبة التي استبدلت المصروف بمبلغ نقدي استحسنه كثيرا مواطنيها، بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم أخبرونا أن هذا رمضان رغم غلاء أسعاره يبقى أحسن بكثير من كل السنوات السابقة، تشير مصادر رفضت ذكر اسمها أن رئيس إحدى البلديات كان شديد الحرص على لقاء المواطنين وتوزيع القفة بنفسه، وأكثر من ذلك بعض البلديات على عكس السنوات السابقة أراد مسؤوليها لهذه السنة ''آخر رمضان في عهدة المير '' أن يكون مناسبة مميزة، حيث ستقوم بعض البلديات بعمليات '' ختان للأطفال المعوزين '' على غرار بلدية الأبيار، وفي بلديات أخرى تم تدشين مشاريع مهمة في آخر لحظة من عمر العهدة على غرار بلدية ''باش جراح '' حيث تم تدشين '' سوق تجاري '' عصري أبهر المواطنين لحد بعيد كونه بنى على طريقة لم يروها إلى على شاشة التلفزيون، وتستمر ساعات فتح السوق إلى أوقات متأخرة من الليل، كانت لنا جولة استطلاعية إلى المكان لحظات تدشين السوق حيث وزعت حلويات باللوز والجوز على المواطنين، الذين أبهرهم السوق واعتقدوا بسذاجة المواطن الجزائري البسيط '' ... أنها بداية لتحقيق أحلام أخرى ما بعد المحليات القادمة '' ...وإذا كان هذا حال بعض البلديات فإن بلديات أخرى يعيش مواطنيها أزمات إدارية، اجتماعية قاسية على حد قول مواطنيها، وأغلبهم من البلديات الفقيرة مثل '' السمار '' الحراش هذه البلدية التي قال لنا أحد مواطنيها '' أن ناموس واد الحراش في حد ذاته مشكلة عجزت السلطات المحلية على حله فما أدراك بالمشاريع الأخرى ... '' وفي كل الإتصالات التي أجريناها مع مسؤولين في المجالس البلدية اشتركوا في نقطة واحدة '' العمل على إنهاء البرنامج المسطر قبل نهاية العهدة '' فيما اشتر المواطنين '' أن لا شيء أنجز حتى يتم نهايته '' . استطلاع / فضيلة مختاري