في مرحلة ما من تاريخ الجزائر قال الرجل الرمز العربي بن مهيدي القوا بالثورة الى الشارع يحتضنها الشعب، وهو ما تم فعلا حين خرجت الثورة للشارع، اليوم وبعد نصف قرن وعامين من استقلال البلاد، هذا الشعب انتهت ثورته ولكن لم تنتهي محنته، لدرجة أن المقولة انقلبت على الاقل في البلدان المجاورة، حين صار الشعب يستعمل لثورات يقولون أنها ربيع، ولكن خرجت شعوب عدة دول فالتهمها الشارع، في مصر الشقيقة مثلا خرج الناس في ثورة عارمة عكست مدى يأس الشعب المصري من نظام حسني مبارك الذي احتكر كل شيء، فتلقف الإخوان ثورة الشباب في الربع ساعة الأخير، وطبخوها بغباء وبجهل وجاء في الأخير السيسي ليلتهم الثورة، ويبقى الشعب يلتهمه الشارع، في ليبيا الثورة التي رموا فيها الشعب أخرجت الناس من الشارع إلى خارج البلاد بسبب الفوضى الخلاقة والعملاقة ايضا وتصبح ليبيا مرتعا للمليشيات المسلحة أما في سوريا فقدت التهمت الشوارع المدمرة اشلاء الشعب الذي خرج للثورة وما تزال تلتهمه بعد ان دمرت على رأسه البيوت، لقد وصلنا في هذا العصر إلى انعكاس المفاهيم، وانقلاب الافكار لدرجة أن غاب العقل، أما عندنا فالشوارع التي كانت ترمى فيها الثورة في زمن الاستعمار ويحتضنها الشعب، صارت شوارعا للسكارى وللاسر المشردة والمدمنين وصار الشارع والمواطن كلاهما ضحية، ربما لأنه تم رمي الشعب لثورة الجوع والفقر والإدمان فالتهمه الشارع .