النشاط التهريبي الذي تعرفه ولاية التبسة هذه الأيام لم يعد متعلق بالوقود أو أثار البلاد فقط، بل تعداه إلى كل أنواع الخمور ، التي عمل المهربون في الولاية والمدعومين من عدة جهات لتهريبها لتونس تحضيرا لخبطة العمر بمناسبة السنة الميلادية الجديدة 2011 ، أي أن " السكرة " على حساب التبسة " والخبطة " في تونس ليرى التوانسة على الرأي الشاعر أحمد مطر الديك حمارا في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة ، إلا أنهم في واقع الحال لا يرون سوى أحمرة المهربين ان لم يروا من كثرة الخمور الفائضة عليهم المهربين أحمرة، والمشكلة في ولاية تبسة أنه لم يعد الوقود فقط صالح للتهريب بل كل ما خف وثقل تهريبه من أثار البلاد إلى خيراتها إلى أعضاء البشر كما تناولته وسائل الإعلام في السنوات الماضية القليلة، و من المحتمل ان تكون الظاهرة مستمرة ما دام أنه كل شيء يهرب، ولن نستغرب إذا تم تهريب أي شيء حتى جلود حميرنا، ما دام أن الضمير غاب عن المهربين والذين يقفون خلفهم، ويحق " للتوانسة " أن يشربوا الأنخاب " ويخبطوا " خبطة العمر في ليلة راس السنة 2011 على " لا شرف " المهربين الذين نقلوا إليهم تبسة كاملة بكل جمالها وكل خيراتها ولم يتركوا سوى الطرقات المكسرة ومعاناة المواطن التي من الطبيعي أن لا تنتقل إلى تونس لأنها لا تدر مالا على من يهرب وينهب . التهريب ظاهرة غبية يجب تحريمها ربما لو كان عالم الجريمة الشهير الايطالي لومبروزو حيا لأضاف لنظريته حول الجريمة عنصرا جديدا وهو الغباء والعماء لان ما يقوم به المهربين من نشاطات تؤشر إلى شيء مهم وهو دخول عالم الغباء كعنصر مهم للقيام بهذا النشاط المقزز فلا اعتقد أن الذكي يقوم بتهريب ما يمكن تهريبه ثم يقطع مئات الكيلومترات لإعادة شراءه بأسعار مضاعفة وهو الشيء الذي يقع في تبسة، حيث يلجأ المهربون في فصل الصيف إلى قطع مئات الكيلومترات لإعادة شراء المواد البترولية المهربة بأسعار مضاعفة وبالعملة الصعبة وتحت تشناف التوانسة. واليوم سيضطر هؤلاء المهربين إلى احتساء الويسكي والفوتكا المهرب في فنادق تونس بأسعار مضاعفة 10 مرات قصد الاحتفال بعيد الكريسماس هذا العيد الذي يجهل المهربين عنه كل شيء بحكم مستواهم الثقافي المحدود، والمهم في الآمر هو أن المهربين لم يصبحوا فقط أعداء للمواطنين وللسلطات المحلية وحتى للدين بحكم إقدامهم على المتاجرة في الحلال والحرام ولكن أصبحوا أعداء لأنفسهم وهذا بسبب المخاطر الجمة التي يتعرضون لها بداية بالسياقة المتهورة التي قضت على عدد كبير منهم حيث تفيد الأخبار الواردة من ولاية تبسة أن مصلحة حفظ الجثث تستقبل أسبوعيا قتلى التهريب بسبب الإفراط في السرعة أو بسبب تناول المهدئات والمنشطات والمهلوسات التي أدمن المهربون تناولها اعتقادا منهم أنها تساعدهم على ادعاء وظائفهم، والكل في مدينة تبسة يعرف جيدا أقراص Madame Courage . أما الغباء الثاني فهو عدم إدراك هؤلاء لمصلحة المجموعة الوطنية من خلال تغليب المصلحة الذاتية دون النظر إلى تبعات تصرفاتهم التي يدفع ثمنها المواطنون البسطاء، فما ذنب الموظف الذي يشتري اللتر الواحد من البنزين ب 60 دينار؟ وما ذنب المريض الذي يكابد الآلام بفعل انعدام وسائل النقل التي تظل متوقفة بفعل نفاذ مادتي المازوت والبنزين؟ أما الغباء الثالث فهو تعدي المهربين عن القانون الإلهي الذي يجرم بالإجماع تناول أو نقل أو استهلاك المسكرات حيث توعد الله عز وجل كل من اقترب من هذا العمل باسوء العقاب ولكن الغباء جعل هؤلاء يمارسون التجارة فيها وكأنها مشروبات غازية متناسين انه رزق حرام بإجماع كل أهل العلم والفقه، وهم بذلك يشكلون شرا وخطرا ليس على أنفسهم فحسب، بل على أبنائهم ونسائهم وأسرهم. وفي هذا الإطار يتوجب تدخل المساجد ورجال الدين الصالحين للحد من هذا السلوك المشين الذي يتوجب محاربته بشتى الطرق وبكل الوسائل تماما مثل ما هو حاصل بالنسبة لظاهرة الإرهاب المقيت، وفي هذا السياق فان الأئمة مطالبون اليوم بتحريم وتجريم ظاهرة التهريب لأنها تمس بالمصلحة الاقتصادية للوطن وتمس بحياة المواطنين اليومية وتشوه صورة البلد إضافة إلى أنها تدر أموال السحت والحرام وهي كلها أمور ينبذها ديننا الحنيف. عزيري عبد الرؤوف بعد تهريب الوقود والآثار انطلاق تهريب الويسكي والفودكا من تبسة نحو تونس ما يعرفه الكثير عن ولاية تبسة أنها ولاية حدودية يكثر فيها تهريب الوقود ، وتتربع على التهريب مافيا لم تستطع الجهات المحلية متابعتها أو الوقوف عندها او تفكيكها كأن الأمر فيه " إن " وتشوبه " لكن " من كثرة الصمت على الظاهرة الذي يشبه التواطؤ إلى حد بعيد، وإنما تعدى الامر إلى تهريب " بصمة " البلاد المتمثلة في الآثار التي لا تقدر بثمن، وهي الظاهرة التي لا يريد الكثير إثارتها ربما لأنها تدر أموال قارون على العصابات المهربة والواقفون خلفهم، إلا أن الظاهرة لم تتوقف عند تهريب هذين العنصرين بل تعدتها هذه الأيام إلى نشاط مكثف وسريع وهو تهريب الخمور بكل أنواعها من الويسكي الراقي إلى الريكار والفودكا نحو جيراننا وهذا تزامنا مع رأس السنة الميلادية الجديدة التي يكثر فيها الطلب على الخمور . ورغم أن التهريب في تبسة سواء تعلق بالوقود او الآثار او الخمور صار معلوما عند العام والخاص، ومعروف اصحابه ومن يسيره ويقف خلفه لكن لا أحدا اشار باصابع الإتهام إلى هؤلاء وهو ما يطرح أكثر من سؤال عن الجهات التي تسند هؤلاء وتوفر لهم الحماية ذهابا وإيابا نحو تونس، فالأخبار المتداولة من ولاية تبسة المجاهدة التي صارت معبرا حقيقيا لمختلف |أنواع الخمور أن هذه الأخيرة تعبر هذه الأيام لكميات كبيرة نحو الحدود التونسية التي يكثر الإقبال عليها من الفنادق هناك وتجار الخور لا سيما وأن تونس معروفة باستقطاب أعداد هائلة من السواح في أواخر العام وبدايته احتفالا بالسنة الجديدة التي يكثر فيها اهراق الخمور سواء من السواح الأجانب او المحليين أو حتى العرب، حيث افادت الكثير من المصدار أن المنطقة تعرف نشاطا كبيرا في تهريب الخمور خلال الأشهر الأخيرة ، في محاولة من المهربين للإفاء بالطلبيات والتي لا يمكن الوفاء بها مهما تضاعف حجم التهريب نظرا للكميات الكبيرة من الخمور التي يطلبها التوانسة، ويتنافس أهل التهريب في التبسة هذه الأيام تنافسا محموما ليس في التهريب لان الأمر صار سهل ولكن في الحصول على كميات كبيرة من الخمور من مختلف المناطق، حيث تكونت شبكات كبيرة تعمل على التعاون فيما بينها سواء على مستوى ميناء الجزائر وحتى ميناء وهران والكثير من المتواطئين في مختلف الولايات من أجل ضمان وصول كميات معتبرة من الخمور وعلى راسها الويسكي إلى تبسة والتي يدفع من أجل اقتنائها الشيء الفلاني ولا يبالون ما دام أ الفنادق التونسية ستدفع بدورها وتتنافس في رفع السعر، والظاهر أن حب الإغتناء بسرعة أعمى الكثير من المهربين وبعض العاملين في جهات معينة والذين يقفون خلفهم ويدعمونهم ويحمونهم جعلهم يصابون بالعمى ، ولا يقفون لا عند الأخلاق ولا عند الشرع الذي يحرم شرب الخمور ويحرم ناقلها وعاصرها وصانعها فكيف لمهربها الذي يرتكب الموبقات كلها من أجل إيصالها إلى الجيران، المشكلة الحقيقية أن الضمير ما عاد له الكثير من الإعتبار ولم يعد الدين الحنيف الذي يتمسك به أهل التبسة والذين حققوا به الانتصارات على العدو يقنع عصابات التهريب ومخربي الإقتصاد الوطني، وكان الأجدى من السلطات المعنية أن تكثف حملاتها ليس في منطقة تبسة فقط بل في كل الولايات وعلى مستوى ميناء العاصمة خلال الشهور الأخيرة لوضع النقاط على الحروف وتفكيك هذه الشبكات التي لم تعد تفرق بين اثار البلاد ولا وقودها وثوروتها الأساسية ولا حتى بين أعضاء بعض العباد، فكل المحرمات سواء كانت خمرا او آثارا أو وقودا تؤدي إلى تونس . ليلى نوران درك تبسة يحجز ما قيمته مليار و250 مليون سنتيم من المواد المهربة مازوت الجزائر لتدفئة سهرات أعايد الميلاد بتونس تمكنت مصالح الدرك الوطني العاملة بإقليم ولاية تبسه من توجيه ضربة موجعة للمهربين في عدة عمليات وصفت بالنوعية وطالت مسالك المهربين بكل من الشريعة، العقلة المالحة وبكارية، فقد تمكن أصحاب البدلات الخضراء من إحباط العديد من محاولات تهريب ألبسة وأحذية رياضية من صنع أجنبي فضلا عن كميات هامة من الوقود. وقدرت القيمة الإجمالية للمواد المحجوزة بأزيد من مليار و 250 مليون سنتيم. وكانت فرقة الدرك الوطني ببلدية الشريعة قد حجزت سيارة من نوع مرسيدس مغطاة وعلى متنها حاول أصحابها تهريب 38 رزمة من ألبسة (عبارة عن سراويل رجالية من صنع أجنبي) كما استرجعت 38 رزمة من الأحذية الرياضية كانت على متن شاحنة من نوع "اسيزي" وقدر عدد هذه الأحذية بقرابة 4000 زوج فيما فاقت قيمتها محليا 510 مليون سنتيم. من جهتها فرقة الدرك الوطني بالعقلة المالحة أحبطت تهريب 44 صفيحة بلاستيكية فارغة كانت على متن سيارة من نوع فورد مغطاة وتجاوزت قيمة المحجوزات والسيارة 180 مليون سنتيم أما بالنسبة لفرقة الدرك ببكارية فقد حجزت هي الأخرى مازدا مغطاة وبها 61 صفيحة بلاستيكية معبأة بالمازوت وسيارة أخرى من نوع 505 مجملة ب 70 صفيحة معبأة بالمازوت فضلا عن سيارة من نوع فورد تجارية وبها 56 صفيحة وقدرت قيمة هذه العمليات 410 مليون سنتيم، من جهتها فرقة الدرك بالحمامات حجزت 3600 زجاجة خمر من مختلف الأنواع بقيمة تتجاوز 50 مليون لعدم حيازة أصحابها للسجل التجاري فضلا عن سيارتين من نوع رونو 25 وبهما 45 دلو بلاستيكي لنقل المازوت.