كثفت مصالح حراس الحدود على الشريطين الحدوديين للجهتين الغربيةوالشرقية من الوطن، من إجراءاتها الأمنية قبل 15 يوما من عيد الأضحى، تحسبا لعمليات تهريب واسعة للماشية، خلال هذه الفترة التي يكثر فيها الطلب عليها، في وقت أفادت تقارير مصالح حراس الحدود التابعة للدرك الوطني أنها تمكنت من حجز أكثر من 6548 رأس ماشية كانت موجهة خلال الفترة الأخيرة عبر الحدود الشرقية كانت موجهة للتهريب نحو تونس· -- سرقة 10 آلاف رأس عبر عدة ولايات وقد عززت مصالح حراس الحدود صفوفها بعناصر إضافية، خلال هذه الفترة، عبر نقاط حدودية معروفة وكذا المسالك المعروفة بنشاط التهريب بكل من ولايات تبسة والطارف وسوق أهراس· كما ستشرف حوامات تابعة للمصلحة الجوية للدرك على المراقبة الجوية للشريط الحدودي في هذه الفترة التي تسبق عيد الأضحى· وقد تحوّل شريط الحدود الشرقي من الوطن إلى مرتع حقيقي لتهريب الماشية إلى البلد المجاور، بالرغم من التدابير الأمنية المكثفة التي تتخذها مصالح حراس الحدود· وتتعرض الثروة الحيوانية في الجزائر لاستنزاف حقيقي من قبل عصابات تهريب مختلف أنواع الماشية، إذ أن نشاطها لا يقتصر على الخرفان والكباش فقط بل طال الماعز الذي وجد طريقا له عبر الحدود الغربية وحتى الأبقار والعجول التي أصبحت تهرب بشكل لافت للانتباه إلى البلدان المجاورة· وقد عرفت الأشهر الماضية من السنة الجارية عمليات سرقات مختلفة تمثلت في سرقة أكثر من 10 آلاف رأس من الماشية، عبر ولايات عين الدفلى والجلفة والأغواط والمسيلة وغيرها تحضيرا لتهريبها عبر الشريطين الحدوديين من الوطن· وقد تمت أغلب العمليات خلال فترات سابقة، إلا أن عصابات التهريب لن تجد من فرصة سانحة لتحقيق الثراء السريع والكبير سوى خلال الفترة التي تسبق عيد الأضحى التي يكثر فيها الطلب على الأضاحي· جلود الماشية الخام تجد طريقها إلى المعامل التونسية في ظل غياب مصانع لتحويل مختلف أنواع الجلود في الجزائر، فإن عددا من المهربين يلجأون إلى طرق تمكنهم من كسب المال الكثير، فبسبب الإجراءات الجمركية المقننة التي تصطحب عملية تصدير الجلود الخام أي جلود الكباش والماعز والأبقار، فإن هؤلاء يلجأون إلى تهريبها عبر مسالك حدودية معروفة بولايات بشرق البلاد، كون تونس تحوز على مصانع متخصصة في تحويل الجلود وذاع صيتها في العالم، ليتم استيراد هذه الجلود المصنعة من تونس مجددا من قبل أصحاب معامل تحويل الجلود، أي أصحاب مصانع الحقائب والأحذية· فالمهربون يقومون باقتناء الجلود من مختلف المذابح المنتشرة عبر ولاية من الوطن وهي خام لتتم تعبئتها ثم تهريبها باستعمال وسائل نقل تقليدية، أي أن تحمل على الدواب أو بواسطة سيارات تتميز بقوة تدفعها وبإمكانها أن تقطع المناطق الوعرة في المسالك الجبلية للحدود الشرقية· الماعز الجزائري لصناعة الأجبان المغربية من جهة أخرى، عرف الماعز الجزائري طريقه إلى البلد المجاور المغرب، كونه من أكبر البلدان العربية تربية للماعز· ويحوز المغرب على أكبر عدد من رؤوس الماعز بالمنطقة العربية، خاصة بمنطقة الريف، ويكثر طلب المغاربة على لحوم الماعز، لكن يتخصص هؤلاء أيضا في صناعة الأجبان المشتقة من حليب الماعز والموجه للتصدير، إذ عرف المغرب في السنوات الأخيرة تناميا كبيرا لوحدات إنتاج الأجبان المختلفة الموجهة للتصدير إلى المنطقة الأوروبية، في حين يتم تصنيع الجلود في معامل خاصة بمدن كوجدة والقنيطرة المعروفة بمصانع الجلود والدباغة، ولا يجد المهربون صعوبات كبيرة في تهريب قطعان الماعز التي يتم سرقتها من مناطق مختلفة من الوطن، كون هذه الحيوانات لا تجد صعوبة في تسلق وقطع المسالك الوعرة·