حقول بترول داخل مساكن ومآرب في قلب المدينة تمكن نهاية الأسبوع الماضي رجال الشرطة لأمن ولاية تبسة من العثور على أحواض أشبه بالمسابح بمنازل ومآرب وحتى فيلات فاخرة مهيأة لتجميع الوقود والإعداد لتهريبه خارج الوطن .. عمليات المداهمة التي حضرت الشروق اليومي جانبا منها، شملت العديد من الأحياء التي أصبحت عبارة عن حقول وقود ثابتة بمختلف أنواع الوقود، وعلى الرغم من صعوبة الولوج داخل هذه الأحياء الشعبية فقد تم حجز أكثر من ثلاثة آلاف لتر من الوقود التي وجدت بعدة أحواض والتي تم تهديمها بالكامل حتى لا تستغل مرة أخرى. كما عثر في ذات العملية التي دامت أكثر من خمس ساعات على 1000 دلو بسعة 25 لترا مخصصة للبنزين و20 برميلا بسعة 200 ل. نشاط وتحرك رجال الشرطة الذي أربك المهربين وأعاد نشاط محطات الوقود إلى طبيعتها بعد أن كانت حكرا على المهربين... شمل كذلك نشاط المركبات، حيث تم حجز خمس سيارات ليصل العدد الإجمالي منذ أواخر شهر أفريل إلى قرابة ال 50 مركبة تورط أصحابها في التهريب والتزوير.. وتبدو عمليات المداهمة الأخيرة الأكثر فاعلية وواقعية منذ حوالي شهر بالتقريب وشملت منازل المهربين الذين صاروا يكترون غرفة واحدة في المنازل الفقيرة، ويحولونها إلى مسبح لتخزين المازوت خاصة في بلديات بئر العاتر والحويجبات وبكارية والكويف وأم علي، وكلها بلديات حدودية صار أهاليها لا مهنة لهم سوى التهريب، والأكثر من ذلك يقومون بتوريث هاته »المهنة« لأبنائهم، خاصة أنها ذرّت عليهم ثراء لم يحلموا به، وللأسف فإن تخزين الوقود في المنازل أدى الشهر الماضي إلى هلاك عجوز تبلغ من العمر 65 سنة تقطن بحي المرجة، حيث التهب المازوت فماتت حرقا في مطبخ البيت والجاني أحد أفراد عائلتها الذي بنى حوضا خزّن فيه الوقود كما أتلفت سيارات في مناسبات عديدة، خاصة بالحرق في فصل الحرارة، وهلك أصحابها الذين كانوا بصدد نقل المازوت نحو تونس، وكان رجال الأمن قد أوقفوا أيضا شخصا ابتكر في منزله بحي الجرف بئرا لا يحتوي الماء وإنما المازوت الذي يقتنيه من محطات الوقود ويملأ به بئره التي تم تهديمها. ورغم تحسن الوضع وعودة الوقود بأنواعه إلى محطات الوقود إلا أن كلمة "ماكانش" مازالت هي الطاغية في محطات الوقود ليس في تبسة فقط، وإنما في كل الولايات الحدودية خاصة الطارف .. وكانت مصالح الدرك الوطني في إحصاءاتها الخاصة بسنة 2009 قد تحدثت عن حجزها لحوالي 400 ألف لتر من الوقود، أي ما يوازي حقلا من البترول هو كنز الجزائر الزائل في أقرب الآجال، وهذا دون الحديث عن ملايين اللترات التي نجح المهربون في إيصالها إلى الدولة المجاورة.