من يقف على الأطلال التي خلفتها الأحداث الأخيرة لا يمكن له سوى أن يذرف بدل الدمع دما قانيا، على مدارس ومراكز تكوين، ومراكز بريد، ومصالح أخرى لا علاقة لها بالسكر ولا بالزيت، وليست مصنوعة بهما، بكى الكثير من التلاميذ أمام مدارسهم هذا صباح الأمس ومنهم من لم يعرف قسمه من كثرة الخراب الذي لحقه والمحظوظ منهم وجد مقعده قد صار رمادا، والعجائز اللائي تعودن التوجه إلى مصالح البريد وقفن حائرات وهن يرين مصلحة البريد التي تعودن أن يقبضن منها منحة التقاعد أو بعض من مصاريف الأسرة التي يرسلها ابن عامل في ولاية بعيدة عن مقر سكنه إلى أمه قد صارت أطلالا وأجهزة الكمبيوتر يتصاعد منها الدخان، وشباب تعبوا واقترضوا أموالا وباعت أمهاتهم مصوغاتهن لأجل أن يساعدن في فتح محل للابن لترتزق الأسرة منه، وجدوا محلاتهم منهوبة وأبوابها مكسورة ، والدخان يتصاعد منها، وربما الفاعل جاره أو قريبه أو أحد معارفه ، بعض من الذين يرتزقون من سيارة " كلونديستان " انقطعت بهم السبل وهم يسعون خلف قوت الأولاد استيقظوا صباحا فوجدوا سيارتهم القديمة قد أتت عليها النيران ولم يتبق منها سوى الهيكل معلنا أن الخبزة ضاعت، هؤلاء لن يذرفوا من المآقي دموعا ، بل ستذرف الجفون منهم دما قانيا، لأنهم لا علاقة لهم بارتفاع السكر سواء في الاسواق ولا في دم الناس ذنبهم أنهم كانوا في المكان الخطأ وفي واللحظة الخطأ رغم انهم لم يرتكبوا خطأ ، وسؤال بريء ما ذنب هؤلاء ..