ماذا لو ضاع الأوربي في المتوسط؟ وعانى ذات الويلات الذي يواجهها ألاف المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة في رحلتهم نحو شواطئ الغرب؟ هذه التيمة اتخذتها المخرجة المالطية "ريبيكا كريمونا"، مسارا لحبكة فيلمها "سيمشار" الذي عرض السبت بمسرح عز الدين مجوبي، في إطار المنافسة الرسمية لمهرجان عنابة لفيلم المتوسطي. وبني سيناريو الفيلم الروائي 'سيشمار' (ساعة و 41 دقيقة) على قصة واقعية لقارب صيد مالطي، تعرض للغرق في قلب البحر المتوسط، وعلى متنه عائلة مكونة من الأب، الجد والابن، رفقة مهاجر إفريقي، ومعا يواجهون خطر الغرق، العطش والحر... لحظات من الرعب والتشويق تنتاب المشاهد لمعرفة المصير الذي سيؤول إليه هؤلاء، بالموازاة نقل العمل مشاهد عن معانات المهاجرين الأفارقة بالمخيمات الموزعة بجزيرة لمبدوزا ومالطا في ظروف غالبا ما تكون غير إنسانية. من جهة أخرى يبرز الفيلم ويدين الجانب العنصري، والشعارات المتطرفة التي ترفعها بعض الحركات المطالبة بالتخلص من هؤلاء اللاجئين. هذه السياقات وضعتها المخرجة في توليفة متناسقة، وبتقاطعها تبعث رسالة إنسانية مفادها أن كل إنسان هو عرضة لذات الظروف التي يعيشها اليوم اللاجئون الأفارقة في مخيمات أوربا، ويحرك إحساسا تناساه البعض. كما تدعم الفيلم في الأخير بمشاهد حقيقية تناقلتها وسائل الإعلام للشخصيات الحقيقية، وهي تنقل إلى المستشفى بعد إنقاذها، الأمر الذي زاد من قوة ومصداقية رسالة العمل، وخلق تجاوبا كبير لدى الجمهور العنابي، الذي أكد مرة أخرى تذوقه للسينما الهادفة، وتعاطفه مع القضايا الإنسانية، و لم يغادر الغالبية مقاعدهم إلى غاية انتهاء جينيريك النهاية. تجدر الإشارة إلى أن الممثل التونسي لطفي عبد اللي أدى دور البطولة رفقة سيكوبا دوكوري، وكلار أغو...