حين دخل هولاكو بغداد قتل كل اصحاب الرأي والحكمة وكل من يمكنه ان يكون حجرة عثرة في طموحه، لكنه ترك المستعصم حيا وحين اتوا به بين يديه طلب منه ان يدله على كنوزه، فكشف له عن كنوز لم يكن يتصورها احد حتى انه قيل تم الكشف عن نهر من الفضة والذهب والنفائس تحت نهر مائي، ويقول اهل التاريخ أن ما نهبه هولاكو من كنوز المستعصم التي كانت في واقع الحال اموال المسلمين كانت ستكفي الدولة خمسمائة سنة، لكن الأمير فضل تخزينها و الاحتفاظ بها لنفسه، ورغم كل ما كشفه الأمير لهولاكو من كنوز ليشتري بها حياته واهل بيته الا ان الغازي اخد اهل بيت الامير من ازواج وحريم و امر بأن يوضع المستعصم في كيس خيش كبير ويركله الجنود حتى الموت وقبل ان يفعل ذلك قال له جملة ما زال يذكرها التاريخ - لو فرقت هذه الكنوز بين رعيتك لمنعوك مني اليوم- ويقول المؤرخون أن ما جمعه بنو العباس في خمسة قرون أخذه هولاكو فى ليلة واحدة. التاريخ مليئ بالعبر لكننا نصر دوما على تكرار الاخطاء التاريخية حتى تتجسد فينا مقولة - التاريخ يعيد نفسه- وها هو دونالد ترامب يأخذ من العرب ملايير الدولارات لو تم صرفها على المسلمين وعلى الصالح العام لمَ تجرأت علينا اراذل الأمم وصار يطمع في هذه الأمة حتى الدول التي لا تاريخ لها ولا حاضر ولا مستقبل، وسيكتب التاريخ يوما ان ترامب اخذ اموال العرب، اموال كانت تكفيهم وتفيض عليهم قرونا قادمة.