تتوفر منطقة شرق البلاد -من بينها ولايات سوق اهراسوقالمةوعنابة- على ثراء سياحي متنوع وثري يتمثل في مواقع أثرية وتاريخية ودينية وثقافية وبيئية بامكانها المساهمة في اعطاء دفع قوي للسياحة المحلية واستقطاب السواح وتحقيق تنمية مستدامة. و من بين هذه الفضاءات الهامة التي يمكنها استقطاب اعداد كبيرة من السواح من مختلف مناطق الوطن و من الخارج تلك الطبيعة الخلابة التي تتوفر عليها الولايات الثلاث وكذا المواقع والمدن الاثرية التاريخية والدينية و الفضاءات الطبيعية الخلابة وكذا محطات الحمامات المعدنية. ومن أشهر هذه المواقع الاثرية بولاية سوق اهراس التي تعد مسقط رأس القديس سانت اوغيستين قلعة "مادور" التي تتشكل من أثار رومانية وهي قلعة دون نظير تمثل الوجه الحقيقي للثقافة السياحية بالولاية. و تعتبر هذه القلعة التي تجرى بها حاليا عملية صيانة واسعة النطاق للحفاظ على موروثها الاثري العتيق من أشهر المدن الاثرية والتاريخية العتيقة حيث زاول القديس أوغستين دراسته باحدى مدارسها انذاك. ويضم هذا الموقع الاثري "مادور" المتربع على 45 هكتار معالم أثرية من بينها مسرح قديم يتسع ل 1.200 متفرج فضلا عن حمامات. ومن بين المواقع الاثرية ايضا التي التي تعد المنتوج الوحيد المعروف لدى الكثير من السواح بسوق اهراس موقع شجرة زيتونة اوغستين " ويعود تاريخها إلى حوالي 2900 سنة ميلادي. ورغم هذه الامكانيات المتواجدة بولاية سوق اهراس التي تعتبر بمثابة متحف مفتوح على الهواء الطلق الا انها ما زالت تعاني من نقص كبير في مرافق الايواء كما أوضح مدير السياحة بالولاية السيد بوكعباشس زوبير . وتتوفر سوق أهراس لحد الان على فندقين فقط الاول يشتغل بنسبة 20 بالمئة من قدرة استيعابه بينما الفندق الثاني فهو لحد الان ما زال مغلوق. و تحضر حاليا مشاريع دراسات لانجاز ثلاثة فنادق جديدة في اطار دعم الاستثمارإلى جانب انشاء خمسة اقطاب للتوسع السياحي وذلك لجعل سوق اهراس منطقة تجلب السواح بدل من بقائها نقطة عبور فقط. ويتم في اطار الاستثمار بنفس الولاية -اعادة بعث سياحة الاستجمام والترفيه و السياحة الجبلية والحموية وسياحة الاعمال والدينية والاستكشاف في مناطق سدراتة ومراهنة وتاورة وداووروش وحدادة وولاد ادريس ومشروحة. كما يعكف حاليا أحد المستثمرين الخواص بالتعاون مع شركة عالمية متخصصة في صناعة وسائل الترفيه والتسلية على إنجاز مشروع سياحي "ضخم" بمدينة سوق أهراس يتمثل في حظيرة للترفيه والتسلية بجميع المقاييس . أما ولاية قالمة فتتميز من جهتها بجمالها الطبيعي وثرائها النباتي ومحطاتها الحموية ومواقعها الاثرية الرومانية والتاريخية والثقافية. فهذه المدينة التي تتوفرعلى على ثروة سياحية لامثيل لها يستدعي حسب المشرفين على قطاع سياحة بالولاية - التكفل والعناية بها بجدية لاعطائها المكانة اللازمة وجعلها من الولايات المستقطبة لاعداد هائلة من السواح على مدار السنة. ومن بين الثراء السياحي الذي تتمتع به هذه الولاية مناظر طبيعتها الخلابة كالشلال الشامخ بحمام الدباغ وجبل ملونة ومحمية بني صالح الغنية بثرواتها الحيوانية والنباتية بمنطقة بوشقوف إلى جانب مدينة كلاما الرومانية اي "قالمة "حاليا والتي تعد مدينة الحضارات ومهد الاسطورات وهي قلعة في سفح الجبل يحتضنها وادي سبوس. كما تتوفر قالمة على مسرح روماني "كلامة "يعود تاريخه إلى أربعة مئة سنة ميلادي ويحتوى على تماثيل كثيرة تجسد بعضها اله البحار والمحيطات عند الرومان. وقد استفاد هذا المسرح الذي تعرض إلى عملية سطو وسرقة خلال السنوات الماضية من عملية ترميم ما بين 1998 إلى غاية 2006 حسب احد المشرفين على صيانة هذا المسرح الاثري بالولاية. وتتوفر منطقة قالمة ايضا على خمسة محطات حموية غنية بالمياه المعدنية من بينها محطة حمام الدباغ والشلالة المسخوطين سابقا. وتبقى مدينة عنابة ايضا العتيقة من أجمل المدن الجزائرية نظرا لطبيعتها الخلابة وثرائها النباتي وكذا السياحي والثقافي ومواقعها الاثرية والدينية. ومن بين هذه المواقع الاثرية والتاريخية التي بامكانها جلب السواح وخلق ثروة مستدامة كنيسة "سانت اوغستين "التي بنيت عام 1881 حيث جمعت هندستها المعمارية بين الطابع العربي الاصيل والروماني والبيزنطي وذلك تكريما للقديس اوغستين الذي قدم الكثير للديانة المسيحية الكاثوليكية اثناء عهده اي في القرن 400 بعد الميلاد. كما تزخر المنطقة بمدينة هيبون الرومانية الاثرية وهي على مقربة كنيسة السلام التاريخية اي مقر القديس اوغستين. وتتمتع عنابة ايضا بمناظر طبيعية خلابة وبمواقع سياحية هائلة من بينها محطة بيت السلطان التي تزخر بثروة مائية معدنية والقصبة المدينة العتيقة وقلعة بونة إلى جانب منطقة راس الحمراء الغنية بمغاراتها من بينها مغارة بيت القائد وبرج فنار الذي تم انشاؤه في القرن ال19 واعيد بناءه عام 1920. كما تعرف عنابة بمنطقة سيرايدي الشهيرة وهي عبارة عن محطة حموية تتواجد على مستوى غابة إلى جانب منطقة شطايبي التي تعد من أجمل واجهة المدينة نظرا لمناظر طبيعتها الجذابة حيت تتوفر على حوالي 12 شاطئ للاستجمام والتنزه. أما المواقع الدينية فتتوفرمدينة عنابة على مسجد ابو مروان التاريخي الذي شيد عام 1033 من طرف الامير رحل أبوليث البوني وضريح الولي الصالح براهيم بن تومي الذي يعود تاريخه إلى 1768 إلى جانب كتيسة سانت اوغستين الشهيرة. و للاشارة فان وفد صحفي يمثل مختلف وسائل الاعلانم كان قد قام مؤخرا بجولة استكشافية لمنطقة شرق البلاد للاطلاع والتعرف على الموروث السياحي والطبيعي والثقافي التي تزخر به المنطقة وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة.