دعا المشاركون في اليوم الدراسي حول "السياحة والمناطق الرطبة" الذي جرى بتلمسان مؤخرا إلى حماية "مغارات بني عاد" من الاستغلال المفرط والعمل على تصنيفها. وخلال هذا اللقاء المنظم من طرف الحظيرة الوطنية لتلمسان بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة بالتنسيق مع محافظة الغابات ومديرية السياحة بحضور مختصين وممثلين هيئات وجمعيات مهتمة بالبيئة تطرق المشاركون الى الأخطار التي تهدد هذه المغارات الفريدة من نوعها جراء الزيارات الجماعية المكثفة التي تنتظم بأحضانها "دون مراعاة خصوصياتها الإيكولوجية". وفي هذا الإطار أوضح السيد كازي سعيد مدير الحظيرة المذكورة أن مغارة بني عاد التي تضاهي أكبر المغارات في العالم وفي مقدمتها تلك الموجودة بالمكسيك تتطلب عناية خاصة من طرف المختصين لترشيد استغلالها السياحي للحيلولة دون تعريضها للمخاطر المحتملة مثل سقوط الصواعد والنوازل الكلسية التي تشكلت على امتداد القرون أو تلوث جوها الداخلي الذي يحتفظ على درجة حرارية مستقرة. وللإشارة فإن هذه المغارات التي تعد تحفة طبيعية تتربع على مساحة تقدر بحوالي 2500 متر مربع وتصل إلى عمق 45 متر تحت سطح الأرض وتتشكل من عدة جيوب ذات ألواح طبيعية خلابة الشيء الذي جعل المسؤولين المعنيين يبذلون كل الجهود لتصنيفها ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو وفق نفس المسؤول. ومن جهته قدم السيد سعيد جمال مسؤول بمحافظة الغابات للولاية مداخلة أبرز من خلالها المخطط التنموي المندمج الذي استفادت منه ناحية المنطقة الرطبة "ضاية الفرد" الواقعة بدائرة سبدو. وترمي هذه المشاريع -حسب نفس المسؤول- إلى استثمار هذه المحمية المائية وتزويد السكان المجاورين لها بمشاريع اجتماعية متنوعة تعمل على تحسين ظروفهم المعيشية من جهة والمحافظة على هذه المنطقة الرطبة من الاستغلال غير العقلاني مثل السقي المفرط والحرث العشوائي من جهة أخرى. وتتربع المنطقة الرطبة ل"ضاية الفرد" المصنفة ضمن اتفاقية "رامسار" الدولية على مساحة 1275 هكتار وتستقبل في المعدل حوالي 2800 طير مهاجر من 36 صنفا من الطيور المهاجرة و بها العديد من الحيوانات العشبية المتنوعة.