ذكرت المشرفة الاجتماعية للفيدرالية الوطنية لجمعيات المعاقين بمناسبة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، أن عدد المعاقين في الجزائر يتجاوز المليونين، وهو في ارتفاع مستمرّ، من يوم لآخر، حيث يشهد هذا البلد سنويا ولادة 39 ألف رضيع معاق، بسبب حوادث أثناء فترة الحمل أو أثناء الولادة، فضلا عن المعاقين الذين تخلّفهم معظم الحوادث، سيّما على مستوى الطّرقات، ما أصبح يتطلّب –حسبها- تكفّلا جديّا بهذه الشريحة التي تعاني في صمت. وأضافت المشرفة أن من أهمّ مشاكل المعاقين عدم إدماجهم اجتماعيا، إذ أن عددا كبيرا منهم يعيشون "على الهامش" وفي تبعية ماديّة واجتماعية تامّة للأهل. وفي هذا السياق، تجذر الإشارة إلى أن منحة المعاق غير كافية لتغطية مصاريف النقل والعلاج. وتزداد الوضعية سوءا بالنسبة لفئة المكفوفين، الذين لم يتم تصنيفهم ضمن المعاقين بنسبة 100 بالمئة، وبهذا يتحصّلون على منحة أقل بأربعة أضعاف مقارنة بالمنحة المخصّصة للمعاقين، وفضلا عن ذلك تم حرمانهم من الزيادة المقرّرة في 28 فيفري 2009. ومن جهة أخرى، طرحت محدثتنا الإشكالية التي تواجه الأطفال المعاقين في سنّ التمدرس، حيث ترفض المؤسسات التعليمية تسجيلهم، وتوجههم إلى مدارس خاصة بهذه الفئة، غير أن عددها قليل جدّا على مستوى الوطن، وهي منعدمة في الكثير من الولايات، كما أن معظم الأطفال المعاقين ينتمون إلى أسر معوزّة وليس في مقدورها ضمان مصاريف التنقل لأبنائها، ما يفسّر ارتفاع نسبة الأميّة بين ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر، التي تفتقد، خلافا للعديد من الدول، وحتى المجاورة منها، إلى وسائل نقل خاصة بالمعاقين حركيا وفضاءات لهم. و ذكر المؤطّرون الذين التقيناهم أن عملية التكفل بفئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تتميّز بصعوبات كثيرة، كونها ذات طابع إنساني واجتماعي وتربوي، تتطلب توفير عمّال مؤهلين في مجال التربية الخاصة، وهو ما أصبح يشكّل مهمّة صعبة بالنسبة لهم، مع زيادة المهام الملقاة على عاتق العدد المحدود من المربين ونقص الدّعم الاجتماعي والماديّ المشجّع، حيث غالبا ما تتأخّر رواتبهم لأشهر متتالية. وفي ظلّ هذه الوضعية، يجد المربّون صعوبات في أداء مهامهم جعلتهم غير قادرين على المزيد من العطاء نظرًا للاستنزاف المتزايد للجهد دون مقابل.