يتحدث من يؤمن بالكذب الأبيض عن الفاتح من أفريل كيوم عالمي للكذب، في تقليد أعمى "للأجناس" التي هي في حاجة ليوم من أجل الكذب لأنها صادقة طيلة العام، فمن يتذكر فضيحة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون مع المتدربة الأمريكية في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي يكتشف أن الشعب الأمريكي عاقب رئيسه ليس بسبب الفضيحة الجنسية، بل لأنه كذب ونفى علاقته بمونيكا، ولو قال الحقيقة كانت الزوبعة ستمر على الشعب الأمريكي بردا وسلاما ولكن بيل خشي من زوبعة لا تمر بردا وسلاما مع زوجه هيلاري . المهم هناك عندهم الصدق مقدس لدرجة أنهم في حاجة للراحة مدتها يوم واحد في كل الفاتح من أفريل يمارسون فيها بعض الكتب، المشكلة عندنا اننا نكذب أكثر مما نتنفس، و تذكروا وعود المنتخبين سواء المحليين أو نواب البرلمان، الذين وعدوا الناس في حملتهم الانتخابية السابقة قبل خمس سنوات من هذا التاريخ بليلة القدر تطل عليهم طيلة عهدتهم ، ووعدوا بتوزيع مصباح علاء الدين على الشعب كله بمجرد " حكة" يتوفر السكن ويتوفر العمل ويتوفر الأمل، ولكن الحصيلة الأخيرة لهؤلاء النواب والمنتخبين المحليين أن الناس خرجوا عاطلين عن الأمل وليس عن العمل، وخرجوا ليحرقوا أنفسهم ولا لحرق همهم، فمصيبة عظمى أن يكذب الناس عندنا طيلة العام، ثم يحولون الفاتح من أفريل إلى سمكة افريل، وإن كان هذا اليوم مجرد سمكة فإن عامنا في الجزائر تمساح أو " كروكوديل" لضخامة الكذب الذي نطلقه بحجم وحيد القرن والتماسيح وضخام الحيوانات المفترسة إن لم يكن أكبر من ذلك بكثير.