بعد العملية النوعية التي حققتها قوات الجيش الوطني الشعبي، في نهاية الأسبوع الفارط، في القضاء على 19 ارهابيا من "كتيبة النور" الذين كانوا ينشطون تحت راية الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي يصنفها العارفون بخبايا الشأن الأمني من أهم الكتائب التي تنشط على محور المنطقة النائية، وبعد الضربات الموجعة لقوات الأمن المشتركة لعناصر المجموعة الإرهابية التي تنشط تحت لواء "كتيبة الأنصار" التي تجعل من عدة مناطق في ولاية بومرداس، وبالأخص جهتها الشرقية كبلديات زموري، ثنية، بغلية، سي مصطفى... قاعدة خلفية بعد تنفيذ عملياتها الإجرامية والإرهابية والاختطافات، حيث تشير الأرقام المقدمة من قبل المواطنين والمصالح المختصة إلى أن مصالح الأمن بجميع أسلاكه قد تمكنت منذ بداية السنة الجارية من وضع حد نهائي لأكثر من 20 إرهابيا منهم 10 أمراء، معروفين بنشاطهم الإرهابي ومشاركتهم في عدة اغتيالات راح ضحيتها مواطنون أبرياء ببودواو، زموري وبرج منايل. وبعد أن فقدت الجماعات الإرهابية المسلحة خلال الأشهر القليلة الماضية أكبر رؤوسها وتفكيك العديد من نواتها الصلبة غيرت من استراتيجيتها باستعمال التفجيرات في الأماكن الآهلة بالسكان باستهداف المواطنين الأبرياء من خلال العبوات الناسفة والعمليات الانتحارية آخرها الاعتداء الإرهابي الذي نفذه انتحاري في حدود الساعة التاسعة والنصف من ليلة أول أمس السبت بميناء زموري من جهته الغربية، والذي استهدف ثكنة لحراس السواحل مخلفا وراءه 8 قتلى وإصابة 13 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة وعنصرين اثنين من عناصر الدرك الوطني، نقلوا على إثرها إلى كل من مستشفى الثنية وبومرداس وبرج منايل، أين قدمت لهم الإسعافات الأولية. علما بأن أصغر الضحايا شاب لم يتعد سنه ال 21 عاما، تقول بشأنه عائلته إن القدر أعاده من مخيم صيفي بولاية جيجل ساعتين قبل الانفجار بعد أن قضى 15 يوما بشواطئ جيجل، وحسب مصادر طبية فإن جميع المصابين قد تم اسعافهم والتحقوا بذويهم في نفس الليلة، فيما نقل دركي إلى المستشفى العسكري بعين النعجة لوضعيته غير المستقرة. وحسب عدة شهادات ومصادر متطابقة، فإن العملية الإرهابية التي استهدفت ثكنة حراس السواحل، نفذها انتحاري كان على متن سيارة نفعية رباعية الدفع من نوع "هيليكس" معبأة بمادة "تي ان تي" تجهل الكمية التي كانت محملة على متن هذه السيارة، وبمجرد مروره بالقرب من مركز للدرك تم أمره بالتوقف إلا أنه رفض الامتثال لأوامر الدرك فأطلق عليه عدة عيارات نارية، بعدها انفجرت السيارة التي كان على متنها كمية معتبرة من مادة ال TNT التي سمع دوي انفجارها على بعد 20 كلم أسفرت عن سقوط مدنيين كانوا بالقرب من مكان الحادث والبنايات المجاورة لحقت بها أضرار بليغة.